أكثرها مناكير» (١). وقد ذكره السمعاني فقال : «شيخ فاضل واعظ ، ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير ، واسمه الحسين غير أنه عرف بالفضل ، صنف التصانيف الكثيرة في الحديث لعلها تربي على مائة وعشرين مصنفا ، وعامتها مناكير» (٢). وهذا العالم اللغوي التركي محمود الكاشغري ينقل عنه حديثا في فضل التّرك ويقول في صدر كلامه : «أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحسين بن خلف الكاشغري ...» (٣) اعتقادا منه بصلاح الحسين الكاشغري وتقواه. ونقول : إن من الممكن أن يكون راوي الحديث تقيّا عابدا لكنه ليس على دراية بعلم الحديث وروايته فيغفل عن الكثير. قال ابن حبان فى الثقات (١ / ٢٣٧) : «الحسن بن أبي جعفر الجعفري ، من المتعبّدين المجابين الدعوة في الأوقات ، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث واشتغل بالعبادة عنها ، فإذا حدّث وهم فيما يروي ويقلب الأسانيد وهو لا يعلم. صار ممن لا يحتج به وإن كان فاضلا».
ومن الأسانيد التي غفل مؤلف القند عما فيها ؛ سند الحديث الوارد في الترجمة ٤٣٠ حيث نقرأ : «أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الملك قال : أخبرنا الإمام أبو العباس المستغفري قال : أخبرني نصر بن عتيق قال : حدثنا محمد بن زكريا قال : حدثني أبو الحسين صعصعة بن الحسين الرقي ـ وكان قدم علينا نسف ـ قال : حدثنا يحيى بن معاذ الأعرج التستري بها قال : حدثنا ابو موسى الزّمن قال : حدثنا أبو معاوية الضّرير قال : حدثنا الأعمش قال : حدثنا الأعور قال : النظر في مرآة الحجّام دناءة». وهذا خبر ينادي على نفسه بالاختلاق إسنادا ومتنا. فقد ضم هذا الإسناد رواة كلهم يعانون من نقص مّا في أبدانهم فالأعرج يروي عن الزّمن (من به عاهة) عن الضرير عن الأعمش عن الأعور. وكان ينبغي له أن لا يروي هذا الحديث الذي وضعه مختلقه للسخرية على ما يبدو. ونضيف بأن لهذا الحديث المختلق طرقا أخر ذكرها ابن حجر ونصّ على كونها منكرة أو مدلّسة. (٤)
ومن ذلك أيضا ذكره أخبارا تسند إلى جعفر بن نسطور الرومي أو نسطور الرومي الذي عاش
__________________
(١) نفس المصدر ، ٢ / ٥٦٤.
(٢) الأنساب ، ٥ / ١٨.
(٣) ديوان لغات الترك ، ١ / ٢٩٣.
(٤) لسان الميزان ، ١ / ١١٨ ، ٥ / ٦٧٢.