مجموعات شيعية صغيرة ، والعلاقات بين المجتمعين ودية ، وتستخدم أحيانا كل منهما نفس الجوامع» (١) في أداء الطقوس لدى الاثنين.
ويمكن القول إن ما نزل بمسلمي آسيا الوسطى ومنهم مسلمو أوزبكستان من كوارث خلال الاستعمار الشيوعي شملت الأرواح والأعراض والأموال وخاصة خلال عهدي الجلادين الشهيرين جوزيف ستالين (حكم من ١٩٢٤ ـ ١٩٥٣ م) ونيكيتا خروتشيف (حكم من ١٩٥٨ ـ ١٩٦٤ م) ، يعادل أضعافا مضاعفة ما نزل بهذه البلاد لقرون طويلة من الغزو والنهب على أيدي شتى الغزاة. ولما كانت الجوامع والمنظمات الدينية ـ وهما المؤسستان اللتان ترعيان التقاليد والأعراف الدينية والقومية معا وتحافظان على تماسك المسلمين هناك ـ قد اعتبرت مراكز معادية للشيوعية فقد دمّرت ومزقت شر تمزيق ، «وعشية الحرب العالمية الثانية كتب أحد زعماء جماعة الإلحاد في روسيا المدعو : ف. أو لشتشوك باسم (اتحاد المناضلين في سبيل الكفر بالله) مقالة نشرت في موسكو ١٩٣٩ ، في (بوريا تسير كفي يروتيف نارودا) جاء فيها : إن المنظمات الدينية الإسلامية والجوامع هي مراكز نشاط والعناصر القومية المعادية للسوفييت. إن أعداء الشعب يحوكون خيانتهم تحت راية الدفاع عن الدين ...» (٢). وهكذا «أغلقت المعاهد الدينية وفرضت ضرائب على المساجد التي استمرت في ممارسة نشاطها ، وحولت ألوف المساجد إلى مواخير ونواد وإسطبلات ، وحولت جامعة سمرقند إلى ناد للملحدين ، وزادت عمليات إلقاء القبض على المسلمين وقتلهم ، وصودرت محاصيل المسلمين ومواشيهم وممتلكاتهم ، وصادروا جميع أراضي الأوقاف الإسلامية ، وكان شغلهم الشاغل إبعاد المسلمين عن دينهم فنشروا مئات الكتب والنشرات المعادية للدين والموجهة إلى الإسلام ، وحطموا المطبعة الإسلامية التي كانت تطبع القرآن الكريم ومئات الكتب الإسلامية في قازان ، ووضعوا قيودا على أداء فريضة الحج ومنعوهم من أداء الزكاة ومن الصيام متذرعين بأن الصوم معطل للإنتاج. وكان الشيوعيون السوفييت يخطفون أبناء المسلمين ويطردونهم من أراضيهم ويقومون بإحلال الروس واليهود والسلاف والأوكران محلهم في محاولة جادة لتضييع هوية هذه المناطق الإسلامية. وقد
__________________
(١) المسلمون المنسيون ... ، ٨٦.
(٢) المسلمون المنسيّون ... ١٥٨.