ثمّ حمل إلى نيسابور سنة تسع وتسعين (١) وثلاث مئة ونزل في دار أبي الحسين (٢) [٥٥ أ] البيهقي ، وحضر السادة والأئمة والقضاة والمتفقّهة ، وتركوا الدروس والاشتغال ، وأخذوا في قراءة المسند عليه.
حدّث عن أبيه أبي محمد الحسن بن محمد بن إسحاق ، وعن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني ، وأبي عمران الجويني ، وأبي بكر عبد الله بن [محمد بن] مسلم الاسفرايني ، وأبي بكر محمد بن عبدك الشعراني ، والأصم ، وأبي عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ وأبي الطيب الخيّاط وطبقتهم.
ـ ١٩٩٧ ـ (٣)
[أبو سعد الخركوشي]
ومنهم عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم النيسابوري أبو سعد الزاهد الخركوشي الواعظ الاستاذ الكامل ، أحد أفراد خراسان علما وزهدا وورعا وحسبة وطريقة.
تفقّه على أبي الحسن الماسرجسي وتخرّج فيه ثمّ ترك الجاه وجالس الزهّاد ولزم العبّاد ، وحجّ وجاور ، ثمّ رجع إلى خراسان ولزم بيته.
وكان يأكل من كسب يده ، وبذل نفسه وجاهه وماله للفقراء والمستورين والغرباء والغزاة والمنقطعين ، وقام في القحط المعروف به سنة إحدى وأربعمئة ينفق على الفقراء ويجهّز الموتى ، وسعيه ذلك معروف ، ومشهور في الكتب والتواريخ.
وبنى في سكّته مدرسة ومارستان ، وصنّف أعدادا من الكتب في دلائل النبوة وعلوم الشريعة مثل كتاب المبتدأ والمبعث! وغير ذلك وحملت تصانيفه إلى بلاد المسلمين شرقا وغربا ، وأجمع العالم والمشايخ على أنّهم لم يروا مثله ، جمع علما ودينا وزهدا وتواضعا وكرما.
__________________
(١) ـ ن : وسبعين.
(٢) م : أبي الحسن.
(٣) تاريخ بغداد ٥٥٩٤ ، منتخب السياق ١٠٧٨ ، الأنساب واللباب ومعجم البلدان : خركوش وخرجوش ، طبقات السبكي ٤٧٦ ، تبيين كذب المفتري ٢٣٣ ، العبر ٣ / ٩٦ ، المنتظم ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٦٦ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥ / ١٥٣ ، وكتابه شرف النبي مطبوع.