سمع الحديث من الأصم ، ولم يوجد سماعه منه إلّا بعد وفاته ، حدّث عن أبيه ، وعن يحيى بن منصور القاضي ، وأبي علي الرفاء وأبي أحمد محمد بن محمد الشيباني ، وسمع الحديث بالعراق والحجاز ومكة ومصر والشام ، وعقد له مجلس الاملاء بنيسابور فأملى سنين.
توفي في جمادى الأولى سنة سبع وأربع مئة ودفن في الخانكاه المنسوب إليه في سكة خركوش ، يستسقى بقبره ، وصلّى عليه القاضي أبي عمر البسطامي [محمد بن الحسين بن محمد] وقصد لعزائه المسلمون في الآفاق حتّى أهل الذمّة لما كان عليه من جميل السيرة وحسن الطريقة والسعي في أحوال العالم بالخير.
سمعت الشيخ أبا الفضل محمد بن عبيد الله الصرّام الزاهد يقول : رأيت الاستاذ الزاهد أبا سعد حضر المصلّى بنيسابور للاستسقاء [٥٥ ب] في أيام أمسك المطر ، وجاء القحط ، والناس يتضرّعون ويبكون ، فصلّى صلاة الاستسقاء على رأس الملأ ودعا وسمعته يصيح ويقول :
إليك جئنا وأنت جئت بنا |
|
وليس ربّ ، سواك يغنينا |
بابك رحب ، فناؤه كرم |
|
تؤوي إلى بابك المساكينا |
ثمّ قال : اللهم اسقنا. فما أتم ثلاثا حتى سقينا كأفواه القرب.
ـ ١٩٩٨ ـ (١)
[أبو سهل الشروطي]
ومنهم عبد الملك بن عبد الرحمان بن محمد بن العباس بن زكريا بن الحارث بن عبد الله الشروطي الحنيفي النيسابوري أبو سهل شيخ مستور ثقة كثير السماع والحديث.
حدّث عن أبي عمرو ابن نجيد ، وأبي محمد السمذي ، وأبي الحسين الحجاجي ، وأبي حامد الصائغ ، وبشر بن أحمد الأسفرايني ، وأبي سعيد بن حمدويه وطبقتهم.
توفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة وأربع مئة.
ـ ١٩٩٩ ـ (٢)
[أبو صالح السالار]
ومنهم عبد الملك بن عبد الرحمان السالار أبو صالح مقدّم الغزاة يقيم موكبهم! بنيسابور ، ولهم
__________________
(١) منتخب السياق ١٠٧٩.
(٢) منتخب السياق ١٠٨٠.