وهذا كان يكتب للشيخ العميد عميد خراسان أبي سعد محمد بن منصور مدة ثم كنا سنه! لكونه أميّا حتى صار من خواصّه وأصحاب أسراره وارتفق بدولته وحشمته ، وصحبه في أسفاره إلى الأقطار.
واتفقت له مصاهرة لصلاحه وديانته مع بيت القشيرية ، وانتظمت أسبابه بها ، وحصّل منها الأولاد النجباء على ما [ورد] ذكرهم في مواضع من هذا المجموع.
وبقي على ذلك اكثر عمره يشتغل بالقرآن [ظ] ويستفرغ أكثره في قراءة [٨ أ] القرآن والعبادة ، وكان يتهجد بالليالي ويصوم الأيّام ويكثر الصدقات ، الى أن ضعف عن العمل بعض الضعف واضطربت الاحوال وتغيرت عن [ظ] سنن الاستقامة لزم بيته وأقبل على العبادة وعلى مطالعة الكتب وسماع الحديث الى أن توفي بعد ما ناف على الثمانين ، ليلة الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة عشر وخمس مئة.
وكان من جملة خدم الامام زين الاسلام [القشيري] واختص بصحبته وإرادته وإقباله عليه وتقريبه [ظ] إيّاه وذلك الذي دعاه إلى الوصلة.
وقد سمع الحديث الكثير وجمعه وحصله ، وأعدّ لنفسه خزانة الكتب في كلّ فنّ. وحدّث عن [أبي حفص ا] بن مسرور والصابوني ، والجنزروذي والشيخ أبي الحسين عبد الغافر بن محمد والأمير أبي الفضل الميكالي ، والطبقة المعاصرين لهم.
ـ ١٧٢٤ (١) ـ
[أبو سعد ابن سورة]
ومنهم الحسن بن محمد بن محمود أبو سعد ابن سورة التميمي سبط شيخ الاسلام الصابوني ، من بيت الامامة والعلم والحديث ، وهو أحد السبطين الحسن والحسين وكانا توأمين ، وكان رجلا صالحا مشتغلا بنفسه صائنا ، ما رأيته [ظ] يعقد المجلس على رسم بيته وأقاربه.
سمع الحديث من جدّه [لأمه] ومن المشايخ من الطبقة الثانية ، واتفقت له سقطة في آخر عمره بقي فيها مدّة ثم توفي ليلة الجمعة الخامس والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وخمس مئة وحمل الى الجامع وصلى الجماعة عليه ودفن في مقبرة الحسين ، [وكانت ولادته في سنة ٤٤٣].
__________________
(١) ابن سورة : منتخب السياق ٥٤٤ ، التحبير ١١٥ ، معجم شيوخ السمعاني ٨٠ / أ.