خراسان مكرما ، (١) ولما وصل إلى نيسابور التقاه الأئمة من الفرق وعقد له مجلس التذكير وحضره العلماء والأئمة ، ثمّ غاب مدّة وعاد في آخر عمره.
توفي سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
ـ ٢٠٣٧ ـ (٢)
[أبو الحسين الفارسي]
ومنهم عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد أبو الحسين الفارسي الشيخ الثقة الأمين الصالح الصاين الديّن ، المحظوظ من الدين والدنيا ، الملحوظ من الحق تعالى بكلّ نعمى.
كان في صباه من أولاد المياسير والنعمة والثروة [و] قد تقدّم ذكر أبيه أبي عبد الله محمّد وأخيه أبي بكر أحمد ، وهذا كان أتقاهم وأورعهم ، وكان أمين أهل بيته ، وصاحب وصاياهم لأمانته وديانته. ثمّ إنه حج وتاجر وكسب وربح من التجارة.
وسمع صحيح مسلم هو وأخوه من الجلودي في صباهما ، وسمع من الأمير أبي العبّاس الميكالي ، ومن أبي عمرو ابن حمدان ، وكان يذكر أيام الاستاذ أبي سهل الصعلوكي ولم يرزق السماع منه [وسمع من الخطابي بسبب نزوله عندهم حين قدم نيسابور ، ولم تكن مسموعاته إلّا ملء كمّين من الصحيح والغريب وأعداد قليلة من المتفرقات من الأجزاء ولكنه كان محظوظا في الرواية] وسمع الكثير من الحديث ، وروى قريبا من خمسين سنة في نيسابور إملاء وقراءة ، منفردا عن أقرانه ، مذكورا مشهورا في الدنيا ، مقصودا من الآفاق.
وسمع منه الأئمة والصدور والأمراء ، وعقد له مجلس الاملاء قديما فأملى ، وقرأ عليه من المشاهير مثل زين الإسلام أبي القاسم وركن الإسلام أبي محمد [عبد الله بن يوسف] وشاهفور طاهر بن محمد الأسفرايني والواحدي والمطوّعي وأبي سعيد المستملي. [وقد قرأ عليه الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ (صحيح مسلم) نيفا وثلاثين مرة وقرأه عليه أبو سعد البحيري نيفا
__________________
(١) ادورد اليميني هذه الحكاية بتمامها في كتابه اليميني فى شرح أخبار السلطان يمين الدوله وأمين الملة محمود الغزنوى ، شرح وتحقيق إحسان ذنون الثامري (بيروت ١٤٢٤ ق). ص ٣٠٨ ـ ٣١١ وصرح بأخذه عن ابن هيصم بهذة العبارة : «وحكى لى أبو محمد عبد السلام بن محمد بن الهيمم.»
(٢) منتخب السياق ١١٩٥ ، العبر ٣ / ٢١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٩ : ١٣ ، التقييد ، الورقة ١٤٣ ، الشذرات ٣ / ٢٧٧ ، وما بين المعقوفات من سير أعلام النبلاء نقلا عن السياق وهو جد المصنف.