من أعالي قرى نيسابور ، ولزم العبادة ، وكان يحضر الجمعة ما دام يجد قوّة إلى أن شاخ ... وعجز عن الحضور ، وكان يزار ويتبرّك به ، وكان عنده حنطة من بذر إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكان يزرع تلك الحنطة ومنها قوته ، وكان طريف المعاشرة حسن الصحبة.
توفي يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة ... وستين وأربعمئة ، وحضر العلماء والأئمة وحمل إلى نيسابور وصلّي عليه ودفن في مشهد بناه عميد خراسان مؤيّد الملك أبو سعد محمد بن منصور.
ـ ٢٠٤٠ ـ (١)
[أبو محمد الألواحي المصري]
ومنهم عبد الغني بن بازل الألواحي المصري أبو محمد ، رجل فقيه سديد ثقة محتاط.
دخل نيسابور وسمع من مشايخ الطبقة الثانية ، ثمّ عن المتأخرين سمع الحديث ، وبقي بنيسابور سنين ثمّ خرج وعاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي ، وكان مالكي المذهب.
ـ ٢٠٤١ ـ (٢)
[أبو تراب المراغي]
ومنهم عبد الباقي بن يوسف بن علي المراغي أبو تراب الإمام عديم النظير في فنّه ، رجل بهيّ المنظر ، عامل بعلمه ، حسن الخلق ، فقيه النفس.
تفقّه ببغداد على القاضي الإمام أبي الطيب الطبري وتخرّج به ، واشتهر بالعراق.
ودخل نيسابور قديما في أيّام الشيخ [هبة بن محمد] الإمام الموفّق وأقام عنده وحضر المجامع وسئل ، وكان يتكلّم على طريقة العراقيين.
وسمعته يقول : قدمت نيسابور وأنا أحفظ أربعة آلاف مسألة في الخلاف. وكان يحفظ أشعارا وحكايات لطيفة ، ولم ير ألطف ولا أظرف محاورة ومعاشرة منه.
ثمّ اختصّ بصحبة الموفقية وكان يعدّ من جملتهم ، سافر مع الإمام أبي سهل [محمد بن هبة الله]
__________________
(١) منتخب السياق ١١٩٩ ، الأنساب واللباب ومعجم البلدان : الألواحي ، طبقات السبكي ٤٦٦.
(٢) منتخب السياق ١٢٠٠ ، الأنساب واللباب : المراغي ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٠ / ٩٣ ، العبر ٣ / ٢٣٣ ، طبقات السبكي ٤٤٢ ، معجم البلدان : نريز ، وغيرها فلاحظ تعليقة المنتخب.