إلى الألفية السابعة قبل الميلاد. فالصوان المكتشف في ظفار وأكوام القبور في عبري والأحجار المحفورة في وادي عدي وأم النار وهيلي ومليحه أثبتت مدى تطور حضارة ذلك الوقت. وإستمر هذا الدور ، منذ تلك الأزمان السحيقة عندما كانت هذه المنطقة مركزا لمعظم الاتصالات في الشرق الأوسط مما دعا أهاليه وقبائله بالإنتقال والإستقرار في مناطق عدة قريبة بل ويحكموها مثل قصة سليمة بن ملك بن فهم ، والذي يعتبره رهط كبير من البلوش جدهم الأكبر ، وكذلك الوصول إلى سواحل الهند وشرق أفريقيا وإقامة مستوطناتهم بها.
العامل الثالث ـ الجانب السياسي :
إن العامل الثالث لأهمية هذا الإقليم هو الجانب السياسي ، فمنذ فجر الإسلام حتى الآن تتمتع بسياستها المستقلة الخاصة. وفي السابق لعب الجانب القبلي في إعتبارهم من العرق القحطاني اليماني المرجعية العصبية في تعاملهم مع باقي العنصر العدناني في شبه الجزيرة العربية بل وحتى في نفس الإقليم العماني سواء في ظاهره أو باطنه أو ساحله أو حتى في أطرافه والتي وصلت إلى مكران وزنجبار.
ورغم أن المذهب الإباضي لعب دورا أساسيا في هذه الخصوصية إذ رفضت مبادئه الفكر السائد الآخر في بقية الجزيرة العربية بدءا من سلطات الخلفاء في بغداد ، غير ان هذه الإستقلالية ظلت سمة سائدة بين كافة القبائل في سائر الإقليم العماني وأطرافه ، مما جعل إماراتها ودولها لاعبا رئيسيا في تاريخ المنطقة بل وقوة كبيرة تقارع قوى عظمى أخرى أتت للمنطقة مثل البرتغاليين ودولة فارس وحتى الإنجليز.