أوراق وإذا ما ضغط عليها فإنها تخرج ما يشبه اللبن الأبيض ولكن مرّ الطعم. وعند ما تموت هذه الشجيرات تموت معها الجذوع. بعدها يتشعب في منتصف الشجيرات شيئا يشبه الجذور الصغيرة.
أدركنا المساء ونحن ما زلنا نخوض في سيرنا ضفاف السيل حتى وصلنا لنقطة التقاء جدران المجرى مع بعضها البعض ، فوجدنا أنفسنا في ممر أسفل فجوة عميقة.
كان جدار المجرى يرتفع حوالي ثلاثمائة قدم ويكسوه الطمي الأزرق وصفائح «الكورتز» وهو معدن شبه نفيس. أما الحواف فكانت أمامنا كأنها ممشطة ذو أسنان ، المياه هنا كانت قوية وبعض عناصرها قد غيّرت الطمي إلى حجارة زرقاء قوية.
بدأ «جازو» يبحث عن واد ليقودنا خارج هذه الفجوة ، ثم قال هنا يرقد جدودي ، بعدها وجدنا اثنان أو ثلاث مخارج توقفنا أخيرا وأشعلنا المصابيح واسترحنا هنا لنكتشف بعد ذلك بسيرنا إحدى الأماكن القديمة المحببة لدى «جازو». وبعد مجهود كبير نجحنا في أن نصعد بالجمال والخروج بها من الممر. وعند ما وصلنا إلى أعلى وجدنا منحدرا شديدا ، وبعد أن عبرنا مجرى الجدول وصلنا إلى (دازاكا) فنصبنا الخيام فيها. لقد كان صعودنا اليوم حسب مؤشر «الباروميتر» حوالي ٢٦٥ ، ٢٧ وتمثل ما يقارب ٥٤٠ ، ٣ قدما. ثم اضطررنا أن نأخذ بكلمة «جازو» عن عدم وجود «جور» حولنا ، وما كان علينا إلا أن نحل الجمال لترعى من شجر «الكاهور» الذي برغم قلته كنا متأكدون من أنه هناك بالمكان.