لقد فاتني أن أذكر أنه بعد ساعة واحدة من مغادراتنا لممتلكات «ريس علي» جاء أحد الرجال وهو يركض وراءنا ومعه رسالة وأعطاها إلي «بيرو» الذي تركنا في الوقت الذي كان فيه إبريق الشاي يغلي ، تركنا ليسلم هذه الرسالة. وبينما كنت أنظف حذائي من الرمل والحصى لا حظت في بادئ الأمر ظهور واحد ثم اثنان وتدريجيا ظهور عدد من الرجال المسلحين بين شجر النخيل وبعد أن عاينونا تماما اختفوا ثانية وبكل هدوء.
في الوقت الحاضر لم أرى داعيا لتدوين أية ملاحظات مؤثرة ؛ لذلك تابعنا طعامنا بهدوء ثم قام «جازو» وتسلق شجرة النخيل التي كنا نجلس تحتها وقطع لنا فرعا منه كان مازال متدليا وذلك ليضيف على طعامنا مذاقا طيبا. وفي هذا الوقت علت أصوات غاضبة من الممر تقول : «لا أريد أن أذهب ، لقد هرب. لقد تركنا الليلة الماضية أين سأجده الآن». وفجأة ظهر «بيرو» بصحبة اثنين من الغرباء الذين ألقوا التحية باختصار وواصلوا نقاشهم.
لقد تبين بأن الرسالة التي أحضرها «بيرو» كانت موجهة إلى الرئيس