يمتد ميلا وربع الميل على شاطىء النهر. وأمام المعبد ساحة مكشوفة ـ نحتت هى أيضا من الصخر ـ ومنها تدخل إلى الهيكل ، وطوله ثلاث عشرة خطوة وعرضه ست ، ويرتكز سقفه على عمودين مضلعين ، وفى جدرانه طاقتان صغيرتان فى كل منهما ثلاثة تماثيل. وبجانب الهيكل قدس الأقداس ، وهو حجرة صغيرة محيطها ثمانى أقدام. والرسوم والنقوش الهيرغليفية الجدارية شبيهة بنقوش معبد الدر فى خشونتها. وتتكرر مجموعة برياريوس على جانبى المدخل (١). وعلى جدران الساحة الأمامية المكشوفة نقوش تصور موضوعات تاريخية على جانب عظيم من الأهمية ، فترى على جانب الجدار معركة تدور رحاها ، ونرى القائد المظفر يركب عجلة يجرها جوادان مطهمان ينهبان الأرض نهبا ـ وهو المنظر الذى تراه فى معبد الكرنك ـ وهو بسوق أمامه أعداءه المدحورين الهاربين إلى بلد يزخر
__________________
(*) يلاحظ أن شعر برياريوس ـ فى رسومه الموجودة على معابد النوبة ـ محلوق على طريقة العرب والنوبا ، وأنه يلبس قرطا فى أذنيه كما يفعل النوبا والمحس تماما. ولعل الأصل فى برياريوس هذا شيخ كبير من شيوخ القبائل الصحراوية أوقع به فرعون الهزيمة ثم صوره الكهنة وحشا متعدد الرؤوس ، وهذا يطابق قولا يردده الشرقيون فى معرض الكلام على لصوص البدو ، وهو «اقطع راس الواحد تطلع ماية عوضه».