بأشجار الفاكهة مختلفة الأشكال والحجوم ، ولبعض هذه الأشجار أوراق كبيرة مستديرة ، وتتدلى فيها عناقيد الفاكهة وتقفز القردة بين أغصانها ، وخلف عجلة القائد المظفر عجلتان على غرارها ولكنهما أصغر ، يجر كلا منهما جوادان منطلقان كالريح ، وفيها امرأة واقفة منتصبة القامة وأمامها سائق ممسك بأعنة الجياد ، وفى جانب آخر من هذا الحائط موكب النصر يمر أمام أوزيريس الجالس على العرش ، فترى أولا رجالا عراة الأجساد يحملون على مناكبهم كتلا كبيرة من خشب لعله الأبنوس (١) ، ويسوق أحدهم تيسا بريا ، ويحمل ثان نعامة ، ويمسك ثالث درعا كبيرة في يد وغزالا فى الأخرى ، ويأتى رابع بقرد أمام الحضرة الملكية. ثم يلى هؤلاء رجل يحمل كتلة من الخشب الثمين كالكتل السابقة ، ويسوق أمامه جاموستين كبيرتين. ويختتم الموكب بزرافة طويلة معها سائقها ومن خلفهما أسيران عاريان إلا من جلد وحش يلفانه على الخاصرة. وفوق هذا القسم مباشرة قسم آخر من الحائط ترى عليه رسم أسد كبير وحارسه ، وترى حيوانا آخر فى حجم التيس الكبير وله قرنان مستقيمان طويلان ، ثم زوجا من الجاموس وتجاه هذين القسمين ترى الملك وبين يديه أكوام من الكنانات والسهام وأسنان الفيلة وجلود الوحوش وفرائها ، وصف من القرع لعله كان يحتوى على دهن وعطور ثمينة. وعلى شطر من الحائط المقابل رسم الملك جالسا ، وقد جىء بين يديه بأسرى ملتحين مغلولى الأيدى ، وتستطيع أن تميز بينهم صفا من الجوارى لا بسات أردية طويلة وغطاء عاليا للرأس كهذا يطرحن الرداء من فوقه. وفى جانب آخر من الحائط ملاصق لهذا ترى أسيرا يضحى به ، وعلى مسافة منه لوحة لمعركة صور فيها الهجوم على قلعة العدو والاستيلاء عليها ، فترى رجلا ممسكا ببلطة يحاول أن يفتح ثغرة فى الأسوار ، وترى بعض جنود الحامية يلقى بهم من فوق الأسوار ، بينما يؤتى بالباقين أسرى. وقد نقشت كل هذه الموضوعات نقشا غائرا دقيقا لم أر له ضريبا بين النقوش التاريخية التى شهدتها فى معابد وادى النيل ، بل
__________________
(*) رأيت فى إحدى الحجرات الصغيرة بمقبرة من مقابر الملوك بطيبة ، بين رسوم الأناث المصورة على الجدران ، كومة من الكتل الخشبية شبيهة فى شكلها بهذه ، مما يدل على أنها كانت تستعمل فى صناعة أفخر الأثاث.