٢٩ مارس ـ ارتقينا الجبل الذى يقطع الطريق المحاذى للنهر. ورأيت على قمته حطام أعمدة وتيجان مصرية صغيرة جدا على مقربة من بعض المبانى العربية ، ولم أر بجوارها أى بناء أثرى. والصخور فى السفح الجنوبى للجبل من الجرانيت والفلسپار ، أما فى السفح الشمالى فمن الحجر الرملى. وبعد ساعتين عدنا إلى النهر ثانية عند قرية طافية ، قرب البقعة التى عندها يبرز الصخر عموديا فى الماء. وهنا توجد أطلال معبدين صغيرين. ويتألف أحدهما من حجرة مربعها عشر خطوات تهدم سقفها وأحد جوانبها ، وما زال بالحجرة عمودان قائمان قطر كل منهما قدمان ، ولهما تاجان يمثلان سعف النخل. وكان يجاور هذه الحجرة قدس الأقداس الذى تهدم فلم يبق منه غير أساسه ، وترى على مدخله قرص الشمس المجنح الذى لم أر سواه من رسوم أو نقوش هيرغليفية. وقد رسم الإغريق قديسيهم على جدران هذا المعبد كغيره من المعابد ، كذلك ترى عليها تقويما إغريقا ونصوصا رديئة الخط.
أما المعبد الثانى فحجرة مربعة صغيرة ، وهى سليمة لم تتهدم ، وبها ستة أعمده شبيهة فى حجمها وشكلها بعمودى المعبد السابق. وليس بالمعبد نقوش سوى قرص الشمس المجنح. وإلى جوار المعبدين انتشرت أطلال بيوت السكان الأقدمين ، وجدرانها سميكة مبنية بالحجر بناء جيدا. وقد أكثر النوبيون من استعمال الحجر فى بنائهم عوضا عن الآجر لأنه كان فى متناولهم.
ويزعم فلاحو طافية (ولا بد أنهاTaphis القديمة) أنهم سلالة المسيحيين القلائل الذين كانوا يسكنون المدينة ، والذين اعتنقوا الإسلام حين فتح المسلمون البلاد ،