أما معظم إخوانهم فقد لاذوا بالفرار أو قتلوا. وما زالوا يدعون «أولاد النصارى» إلى اليوم وعلى الضفة الشرقية أطلال تخلفت من طافية شرق Contra ـ Taqhis
ومن طافية إلى دهميت شمالا يطلق على الوادى اسم وادى أمبركاب وعرب أمبركاب عشيرة من الكنوز. وتغزر السنامكى فى الحقول غير المزروعة فى هذا الوادى. ومررنا بهنداو بعد ثلاث ساعات ، وبقرتاس بعد أربع. وهنا يرى المسافر بجوار النيل سورا حجريا كبيرا يبلغ طوله مائة وثلاثين خطوة وعرضه مائة. وتنتشر فى نطاقه أكوام من البيوت الحجرية المتهدمة. ويدخل المرء إلى هذا الفناء من بوابة كبيرة شبيهة بالبوابة التى تقوم على واجهة المعبد القريب من مرواو. ويبلغ سمك الأسوار نحو عشر أقدام ، وعلى سطحها من الجانبين أحجار منحوتة ، أما وسطها فقد حشى خليطا من النقارة لا يمسكه ملاط ، ولا شك أن هذه الأسوار بنيت دفاعا عن البلاد ، ولعل هذه كانت محطة من محطات الرومان التى أقاموها ليدفعوا هجمات البلميس. وقد حاولت عبثا أن أجد عليها آثار رسوم أو نقوش هيرغليفية. وعلى نحو ميل إلى الشمال ترى على قمة تل أنقاض معبد شبيه فى بنائه بمعبد أوزيريس الصقرى الرأس فى فيله. ولم يبق من المعبد إلا الرواق ، وكان يتألف أصلا من ثمانية أعمدة بقى منها ستة ، وهناك حائط يربط هذه الأعمدة بعضها ببعض ربطا جزئيا ، وارتفاع الحائط نصف ارتفاع الأعمدة ، وهو يحيط بها جميعا. ولم يبق من أحجار السقف غير حجر واحد لا يقل طوله عن ست عشرة قدما ، ويمتد بعرض المعبد كله ، ويرى الزائر أربعه من هذه الأعمدة ما زالت محتفظة بعتبها من فوقها ، وتاجا العمودين الباقيين عبارة عن أربعة وجوه لإيزيس وعلى رأسها الغطاء الذى تراه فى دندرة بذاته ، ولكنها تبدو هنا أصغر سنا وأقل وجوما ، ولها آذان غريبة المنظر هذا شكلها ، وهنماك رسم محفور على عمود واحد فقط ، أما الأعمدة الباقية فتحمل آثار نقوش هيرغليفية حائلة.
وهناك محاجر واسعة للحجر الرملى إلى الجنوب الغربى من التل الذى شيد عليه المعبد المذكور ، وهى ملاصقة للنهر ، ولعل هذه المحاجر هى التى اقتطعت منها الأحجار التى بنيت بها معابد فيلة ودبودParembole المشيدة بالحجر الرملى ،