مربعة تكسوها النقوش الهيرغليفية ، وتقوم بها أعمدة مربعة لا تيجان لها ، ومحيط أكبرها قدمان ونصف ، وعلوها خمس عترة قدما ، وصناعتها كلها فجة. وفى بعض المعابد أربعة أعمدة ، وفى غيرها ستة أو ثمانية ، وقد قلب الإغريق معظم هذه المعابد إلى كنائس ، ولا يزال فى كثير منها حفر الدفن الواسعة.
ومعبد القديس لورنس المتهدم على البر الغربى ، تجاه أسوان ، غير جدير فى رأيى بالوصف البليغ الذى أغدقه عليه دينون. وقد قرأت النص التالى على شاهد قبر ملقى على أرض حجرة من حجره نسخته لرداءة حروفه وغرابة مظهرها.
وفى التاسع من إبريل قفلت راجعا إلى إسنا ، وإلى القارىء ملاحظات عامة على النوبيين وتاريخهم (١) أضيفها إلى ما سبق. وكانت إقامتى بينهم من القصر بحيث لا تتيح لى تناول هذا الموضوع تناولا مفصلا ، وكان فى مشاهداتى قصور سببه جهلى باللغة النوبية التى كان يستخدمها النوبيون فى حديثهم فى أثناء وجودى بينهم. قلت إن النوبة قسمان ، وادى الكنوز ووادى النوبة (وكثيرا ما يطلق على الأخير وحده اسم الصعيد) ويمتد الأول من أسوان إلى وادى السبوع ، ويشتمل الثانى على الأصقاع المحصورة بين السبوع والحد الشمالى لدنقلة. وسكان القسمين تفصلهم اللغة ، ولكنهم فى عاداتهم وطباعهم متماثلون.
__________________
(*) أخبرنى أمين الحاكم «حسن كاشف» بالدر أن هناك أخبارا عن تاريخ النوبة وردت فى تاريخ مدينة البهتسا ، وهذا الكتاب من المخطوطات العربية التى أرسلتها لإنجلترة من حلب. وأفضل من كتب عن النوبة من مؤرخى العرب هو «ابن سليم الأصوانى فى أخبار النوبة» ولكنى لم أر كتابه لا فى الشام ولا فى مصر.