الشرقى للسور أطلال معبد مصرى صغير جدا. بدائى البناء لم يبق فوق أساسه غير قليل من الأحجار ، وعليه رسوم هيروغليفية. وتدل العجلة الحربية المنقوشة على أحد أحجاره على أن قصة معركة حربية قد كتبت عليه. ويبدو أن هذا السور الملاصق للنهر قد بنى ليكون حصنا ، وتلال الأنقاض الكبيرة المتخلفة من المدينة القديمة تمتد على الطريق مسيرة خمس دقائق بعد ذلك. ووصلت بعد ذلك إلى العلاقى بعد أن مررت بقناة عريضة تجرى إلى جوار القرية. وأمثال هذه القنوات كثير فى النوبة ، إذ لا بد من الرى الصناعى حيث تترامى أطراف الوادى وتعلو الضفة كثيرا عن مستوى الماء فى النهر. ولكن هذه القنوات لم تعد تلقى عناية من أحد ، وهى لذلك تسد شيئا فشيئا. وعرض الوادى هنا ميل.
ويطلق اسم العلاقى أيضا على سلسلة من الجبال تبدأ شرقى القرية ، وتخترق التلال العالية فى الصحراء الشرقية فى اتجاه شواطىء البحر الأحمر. وفى ظنى أن «بروس» مر بهذه السلسلة. ويحتوى هذا الجبل على مناجم للذهب فيما يزعم الوطنيون وبإجماع الجغرافيين العرب. على أننى أميل إلى الاعتقاد أن مصدر هذه الروايات ، وهم البدو الذين يرتادون هذه النواحى دون غيرهم ، قد ظنوا الميكا الصفراء ذهبا ، فالنهر يحمل معه قدرا كبيرا من الرمل المختلط بالميكا فى مجراه النوبى كله. ولقد قرأ حسن بك والى إسنا ـ وهو رجل يستهويه علم المعادن من حيث اتصاله بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة ـ قرأ عن مناجم العلاقى فى أحد الكتب ، وأراد التحقق من صحة هذه الرواية ، فأرسل أربعة من جنده يحرسون رجلا يونانيا يزعم أنه خبير بالأحجار ومعهم إذن بالتنقيب فى الجبل. فوصلوا قرية العلاقى ثم ساروا منها نحو ساعتين إلى الشرق ولكنهم روّعوا حين سمعوا أن جماعة كبيرة من المماليك تهبط الجبل ، فعادوا أدراجهم وهم يبثون الرعب بإذاعة النبأ فى الإقليم كله. ولقد لقيتهم فى دهميت فألحوا علىّ أن أعود معهم مؤكدين لى أن المماليك سيضربون عنقى بلا ريب لو علموا أننى أحمل رسائل من حسن بك. ولم يكن النبأ يخلو من الصحة ، ذلك أن