أجدى عليهم أن يشتروا بريالاتهم بضاعة يبيعونها فى مصر بربح يربى على ٥٠%
وتنصب سوق شندى على ساحة فسيحة مكشوفة بين الحيين الرئيسيين. وفيها ثلاثة صفوف من المتاجر الصغيرة المبنية باللبن صفا خلف صف على هيئة الكوى ، وطول كل منها ست أقدام وعرضها أربع ، وهى مغطاة بالحصر ، ويشغلها أغنياء التجار ، فيحمل كل تاجر بضاعته فى الصباح إلى متجره ويعود بها فى المساء إلى بيته ، وذلك لأن هذه المتاجر لا أبواب لها تغلق لتصون ما بداخلها. أما غير هؤلاء فيفترشون الأرض تحت مظال من الحصير تسندها ثلاثة أعمدة طوال ، ويوجهون هذه المظال أى جهة شاءوا درءا للشمس وطلبا للظل الكافى للبائع وزبائنه سحابة النهار. ومثل هذه المظال شائع فى الحجاز ، أما السلع التى يعرضونها فى السوق اليومية فإليك بيانها :
اللحوم. تذبح الأبقار والإبل يوميا لتموين السوق ، أما الضأن فنادر. ولم أسمع بأن القوم يخصون ما يعدون للذبح من حيوان. ويبيع فريق من التجار الشحم فيغسلونه وينظفونه ليصبح دهانا صالحا للشعر والجلد. وإلى جوار محال الجزارة تباع قطع الدهن المشوى ، وهى وقليل من البوظة غذاء بدو الصحراء إذا قدموا المدينة. أما اللحم فلا يوزن ، إنما يباع أنصبة وزن كل منها رطلان أو ثلاثة. ويغلب ألا تجد الموازين إلا فى بيوت التجار ، أما فى السوق فاعتمادهم على قطع من الحجر تتيح لهم فرصة الغش. والرطل الذى يستعملونه مساو للرطل المستعمل فى القاهرة.
اللبن. تحمل فتبات البدو فى الصباح اللبن حليبا وحامضا ويقايضن عليه بالذرة ، ومعهن قصاع صغيرة من الخشب يملأ المشترى إحداها ذرة ويأخذ نظيرها ثلاثة مكاييل من اللبن كذلك تبيع هؤلاء الفتيات الذرة والترمس (١) المسلوقين ، وكلاهما فطور محبب إلى القوم ، ويسمونه البليلة. أما الخبز فلا يباع فى السوق ، ولكن فى المدينة
__________________
(*) لعله يقصد الحمص (المترجم).