جزء من المحلب. وحمل الجمل يشتمل عادة على نحو ٣٥٠ رطلا من السنبل و ١٢٠ من المحلب ، ولكنه قد يشتمل على مقادير متساوية من الصنفين. ويطلق على هذا الحمل ـ بصفة خاصة ـ اسم «زاملة» أى الحمل المفعم الكبير. ويجلب كل تاجر ذى شأن راملتين من مصر ، وكانت القافلة التى صحبتها تحمل ثمانى منها موزعة على تسعة وثلاثين جملا هى مجموع الدواب. ومن اليسير بيع الزاملة منها جملة لتجار سنار الذين يؤدون ثمنها ريالات ودمورا وعبيدا.
والطلب على هذين العقارين فى غرب إفريقية أقل منه فى جنوبها ، وفى البلاد الواقعة إلى الشمال من الحبشة ، وإلى الجنوب من سنار ، وفى بلاد الحبشة نفسها ، يستعملهما الناس بصفه دائمة ، وتصدر منهما إلى سوق الحبشة المقادير الكبيرة بحرا من جدة إلى مصوع فضلا عما يجلب لها برا وثمنهما هنا أغلى منه فى القاهرة ٢٥٠% على الأقل. وقد يمضى التجار المصريون بأحمالهم قدما إلى سنار إن لم يجدوا لها فى شندى تصريفا عاجلا.
الصابون. يصنع الصابون الذى يمون مصر كلها وبلاد العرب فى غزة ويافا وحبرون (الخليل) والقدس. ولم تنتج مصر للآن صابونا جيدا ، وفى أسيوط عدة مصابن ولكن صابونها ردىء لأنها تصنعه من زيت الخس لا من زيت الزيتون. على أن الباشا أسس مؤخرا مصبنة فى الدلتا يشرف عليها إبطالى ماهر ، ويجلب إليها الزيت من جزر الأرخبيل ، أما القلى فمن بحيرات النطرون. والصابون سلعة موفورة الربح شديدة الرواج فى جميع أرجاء الجنوب ، ولكنها تعرض التاجر الذى يحملها للجاجة السائلين من شتى الطبقات ، فهم يلحون عليه فى طلب قطعة من الصابون يغسلون بها ثيابهم ، وليس من الحكمة دائما أن يصرفهم فارغين. ويباع الصابون فى شندى بالقطعة دون نظر إلى حجمها ، وكذلك الحال فى السكر ، فالقمع الذى يزن أربعة أرطال تقريبا ، والذى يباع فى مصانع التكرير بالصعيد بسدس ريال ، يباع فى شندى بريال ، ويعزى هذا الغلاء إلى أن فى نقله مغامرة كبيرة ، فإن مطرا مفاجئا يهطل فى الطريق قد يأتى على الشحنة كلها.