وأهم السلع السنارية فى سوق شندى الابل والذرة ، ولو لا اتصال ورود هاتين السلعتين إلى شندى لهددتها المجاعة. وتخرج قوافل الذرة فى الرحلة وحدها عادة ، وقل أن يصحبها التجار فهم يخرجون فى قوافل خاصة بهم. وهؤلاء التجار أيسر حالا من التجار المصريين ، ولا يندر أن ترى بينهم رجلا يملك عشرة أحمال من الدمور وفرقة كاملة من العبيد. وقد ذكروا لى اسم تاجر سنارى ابتاع فى شندى كل ما حملته قافلة مصرية قوامها ثلاثون راحلة.
الشهد. وتجلب المقادير الكبيرة منه من سنار ، ويجمع العرب النازلون بإقليم سنار العسل البرى الكثير ، ولكنهم لا يهتمون بتربية النحل وتعهد خلاياه قرب مساكنهم.
ولم أسمع بنبأ ضرئب مرور أو إتاوات تجبى على التجارة فى سنار. والعقبة الوحيدة التى يقيمونها فى سبيل التجارة هى أن الملك يفرض بضاعته دائما على المشترين قبل أن يجرؤ غيره من التجار على عرض بضاعتهم والمساومة عليها ، ويأخذ تجار سنار من المصريين ، لقاء بضاعتهم ، السنبل والمحلب بمقادير كبيرة ، وكذلك السكر والصابون وكل سلعة تقريبا من السلع التى تعرضها أسواق مصر وسواكن ومنذ قطعت المواصلات المباشرة بين سنار وكردفان أخذ أهل سنار يشترون من سوق شندى الرقيق المجلوب من كردفان ، فهم يحصلون عليه بأسعار أرخص مما يبتاعون رقيق النوبا من سوق سنار. وكان طريق النيل إلى سنار محفوفا بالخطر فى أثناء مقامى بشندى وذلك لما نشب من خصومة بين مك الحلفاية ومك أربجى ومن ثم كانت القوافل تؤثر الطريق الصحراوى الموازى للنهر على رحلة يوم فى الداخل حتى تبلغ أبو حراز ، ثم تلتقى بالنهر ثانية. وليس بهذا الطريق من الآبار سوى بئر واحدة ، وقد يتنكبها المسافرون لأن بدو الشكرية كثيرا ما يلمون بها ، وأهل سنار يفزعون منهم ويخشون بأسهم أشد خشية.
ووصول قوافل كردفان إلى شندى منتظم ، وهو رهن بمزاج حاكم كردفان الذى طالما منع التجار من الرحيل طمعا فى المزيد من أرباح تجارته. وقد تمضى