وهناك عيوب إذا شابت العبد كان من حق مشتريه أن يرده ولو بعد أسبوعين ، اللهم إلا إذا كان قد تنازل عن هذا الحق وهو يشتريه. وأهم هذه العيوب : (١) الشخير بالليل ، وهو فى نظرهم عيب كبير. (٢) التبول فى النوم. (٣) تحريق الأسنان فى النوم ، وهى عادة بغيضة لأنهم يعتقدون أن صاحبها لا يرجى منه أن يدين لسيده بمحبة أو ولاء. (٤) أى مرض لم يبرأ منه العبد برءا تاما ، أو أى مرض قديم يعاوده وهو فى حوزة مشتريه كالحمى المتقطعة أو الحكة أو نحوهما. ويحرص القوم حين يشترون العبيد على التحقق من سبق إصابتهم بالجدرى. وغير المصابين بهذا المرض أرخص ممن أصيبوا به. وقد روى الجلابة أن نسبة الوفاة بالجدرى فى صغار العبيد بدارفور وكردفان تبلغ خمسهم فى المتوسط.
ويتجر كثير من الجلابة فى مفاتن جواريهن ويقاسمونهن الربح فيما بعد ، وكان أحد رفاقى بالقافلة يؤجر إحدى جواريه جهرة بكيلين من الذرة يأخذ لنفسه منهما كيلا. وأذكر أن فتاة من جواريه الأثيرات لديه ماتت فى أثناء مقامنا بشندى ، فجردها من كل قطعة من الدمور تكسو جسدها ، ثم أمر فى غير اكتراث ولا مبالاة بأن تحمل الجثة على حمار إلى النيل وتقذف فيه. وقلما يدفن العبيد ، إنما جرت العادة أن تلقى جثثهم فى النهر.
ويحرص الجلابة على منع المخالطات النابية بين الرقيق ، فيفصلون الغلمان عن الفتيات فى الليل ، لا بدافع الغيرة بل الخوف من أن يهبط ثمن الجارية إذا حبلت. ولكن هذا الذى يخشون قد يقع برغم يقظتهم وحذرهم ، ويغلب أن يكون لكل فتاة محبوب تؤثره بين عبيد سيدها. ويعتقد القوم فى جميع الأقطار التى تنتشر فيها تجارة الرقيق أن الزنجية أسرع حملا من زنجى عنها من غريب. فإذا ثبت أن جارية من جوارى الجلاب حبلى لم يدخر جهدا فى إجهاضها ، فيكرهها على تعاطى ألوان من العقاقير المجهضة فى زعمهم ، بل إننى شهدت غير مرة سادة يضربون جواريهن الحبالى ضربا لا يترك مجالا للشك فى أنهم يرمون من ورائه إلى اجهاضهن. ومن الملاحظ فى بلاد الشرق أن الجارية إذا حبلت اعترفت بالفاعل فى غير عناء. وقد