العونية ، ويليه حاتك الزبير الذى تقطنه قبيلة بهذا الاسم ، ثم دار السواراب وكربر ، وقرى ، وأبرصنار ، ووسطه ، وتنقسى ، والكرو ، وغوشابى ، ومروى ، والعجيب أن يتفق نطقها ونطق «مروى» القديمة ثم البركل ، وفورى ، والكاسنجر ، والحمداب ، وأولى ، وزوارة ، ودلقو ، وعندها ينتهى إقليم الشايقية الذى يقطع طولا فى خمس وثلاثين ساعة إلى أربعين. وأهم هذه البلاد قرى غوشابى ومروى ، ويقع البلدان على النيل يواجه الواحد منهما الآخر. وتعد مروى عاصمة الشايقية أو أهم مقر لهم ، ولها حصن من الآجر. وبين دنقلة ومروى وادى عرب البديرية ، وكان شيوخهم إلى عهد قريب خاضعين للشايقية. وبين دنقلة ومروى درب قصير يخترق الصحراء ويقطع فى يومين ونصف. والطريق الجبلى من المحس إلى مروى يستغرق سبعة أيام إلى ثمانية من السفر الهين ، ولكنه خلو من الماء (١). وعرض وادى النيل فى إقليم الشايقية لا يتجاوز ثلاثة أميال فى أى جزء منه. وهناك جنادل صغيرة تنتشر فى مواضع كثيرة من النهر تكاد عندها تتعانق الجبال القائمة على الضفتين. وليس فى هذا القسم من النهر إلا تماسيح قليلة ، أما أفراس النهر فلا ترى. والأشجار المنتشرة على ضفاف النهر هى السنط ، أما النخيل فنادر. وأهم الحاصلات الزراعية الذرة والدخن ، وتروى الحقول صيفا بالسواقى. والإقليم آهل بالسكان كأعمر بقاع مصر.
وعرب الشايقية ، الذين لم أر منهم فى المحس غير رجل واحد ، يثيرون اهتمام الباحث بلا ريب. فهم أقوى الدويلات شمالى سنار ، وتقول رواياتهم إن جدهم كان
__________________
(*) تبعد مروى مسيرة سبعة أيام من الدامر (انظر خريطة بروس). وبين مروى والقوز الواردة فى خريطة بروس يقوم إقليم مقرات ورئيسه قاطع طريق اسمه نعيم ، وكثيرا ما يهاجم القوافل المسافرة من القوز لمصر ، إلا إذا كانت من الكبر بحيث يخشى بأسها. وتبعد مقرات ثلاثة أيام عن القوز ، واسم القوز هذا لا يعرفه الإفريقيون فى المناطق التى مررت بها ، ولكنهم يعرفون «بربر» جيد المعرفة ، وهى على يوم واحد شمالى الدامر ، فهى لذلك تتفق و «القوز» التى ذكرها بروس. وتصل قوافل بربر كل شهر تقريبا إلى الصعيد.