يدعى شايق ، وقد أنجب أربعة أبناء انحدرت منهم القبائل الرئيسية. وهم ينقسمون الآن عشائر كثيرة أقواها عشيرة العدلاناب لأنها عشيرة شيخهم الأكبر. أما العشائر الأخرى فهى الحمدان والسليمانى والعمراب ، يضاف إليها عشائر العونية والزبير (التى يجب التمييز بينها وبين الأسرة المالكة فى أرقو ، وهى لا تمت لهم بقرابة) ، وعرب المناصير الذين يسكنون وادى المناصير شرقى إقليم الشايقية ، والذين وإن كانوا لا ينتمون للشايقية على وجه الدقة إلا أنه يجوز أن نسلكهم فى عشائرهم لما لهم بهم من صلة وثيقة. وهذه القبائل فى حرب متصلة مع بعضها البعض ، يخرج شبانها فى حملات للنهب والسلب تبلغ دارفور غربا ووادى حلفا شمالا ، وكلهم يحاربون على خيولهم لابسين دروعا يشترونها من تجار سواكن وسنار. وهم لا يستعملون الأسلحة النارية ، فسلاحهم الوحيد الرمح والدرقة والسيف. ويقذف المقاتل منهم رمحه مسافة بعيدة بمهارة فائقة ، ويحمل دائما فى يسراه أربعة رماح أو خمسة وهو يكر على العدو ، وكلهم يمتطون خيولا دنقلية ، ويشتهرون بالفروسية كما كان يشتهر بها مماليك مصر ، ويدربون جيادهم على القفز العنيف بقوائمها الخلفية وهى تعدو. وتذكرنى سروجهم بما رأيت من رسوم لسروج الأحباش ، وهم كفرسان الأحباش لا يضعون فى ركاب السرج غير إبهام القدم. وعرب الشايقية هم الذين يزودون المحس بما يحتاجونه من سروج.
والشايقية مستقلون استقلالا تاما ، ولهم ثروة طائلة من الذرة والماشية ، وهم كبدو جزيرة العرب لا يدفعون ضريبة لشيوخهم الذين لا تبلغ سلطتهم مبلغ سلطة شيوخ دنقلة. وهم مشهورون بكرم الضيافة ، وشخص الضيف أو الرفيق مقدس عندهم. وإذا قطعوا الطريق على مسافر وسلبوه ماله ثم اتضح أن بينهم صديقا له ، ردوا إليه ماله حتى ولو كان ملكهم هو الذى غنمه. ولا يتكلمون سوى العربية ، وكثيرون منهم يكتبونها ويقرءونها. وعلماؤهم موضع التبجيل والتعظيم ، ولهم مدارس تدرس فيها كل العلوم الإسلامية. باستثناء الرياضة والفلك ، وقد رأيت كتبا منسوخة فى مروى بخط لا يقل جمالا وروعة عما يكتبه خطاطو القاهرة وكبير