ونصف ، ولا يبدو عليها نقش ولا كتابة هيروغليفية ، والأحجار بالية مهشمة. وكان يحيط بالمعبد سور عال من الآجر بقيت بعض أجزاء منه. ومضينا حثيثا حتى
بلغنا النهر ثانية تجاه دبروسه بعد إحدى عشرة ساعة ونصف ، وعبرنا مجرى جافا لفرع من فروع النهر ميممين شطر جزيره ضرب بعض عرب القراريش عليها خيامهم ، فحططنا عندهم فى الليل بعد مسيرة اثنتى عشرة ساعة. واحتفلت بعودتى سالما إلى شمال النوبة ، فابتعت من العرب حملا بثلاث كيلات من الذرة ، وأصبت منه عشائى مشويا. وبالجزيرة أشجار كثيفة من الطرفاء ، تنمو بريا فيها وفى أشباهها من الجزائر التى تكسو تربتها الرواسب الغرينية لا الرمال. وعلمت فى أثناء وجودى تلك الليلة أن قافلة قوامها ستون جملا من جمال عرب الشايقية وصلت وادى حلفا طلبا للتمر. وتجار الشايقية الذين يفدون على قرى النوبيين بوصفهم أصدقاء لا يلقون منهم أى أذى أو إهانة ، وذلك على الرغم من العنت الذى لا يفتأ يلقاه النوبيون من غارات المغيرين من عرب هذه القبيلة.
٢١ مارس ـ كنا نعبر الماء من الجزيرة إلى البر ، فتردى بعيرى فى الوحل ، ولم أستطع إنقاذه إلّا بشق الأنفس. وفى استطاعة هذه الإبل أن تسير بخطى تابتة وسط رمال تعلو إلى ركبها ، ولكن قليلا من الوحل يعثرها. وبعد نصف ساعة مررنا بقرية أرقين والبر الغربى من الشلال إلى هذه القرية وإلى الشمال منها أجرد قاحل تغطى السهل فيه رمال كثيفة. وبعد ساعة ونصف جزنا أمام إشكيت. وبعد ساعتين ونصف رأينا قرية دبيرة على البر الشرقى ، وبينها وبين سرّه على ذلك البر حرج متصل من النخل. واتجه طريقنا للشمال الشرقى ، وبلغنا سره بعد أربع ساعات ونصف. وهى تكاد تواجه القرية المسماة بهذا الاسم على لبر الشرقى. وبعد خمس ساعات مررت بأطلال معبد صغير ، يقوم غير بعيد عن