وكان القفطي ، الذي شغل منصب الوزير بحلب ، مصنفا لعدد من الكتب تتضمن عدة موضوعات منها واحد حمل عنوان «الاستئناس في أخبار آل مرداس» لا نعرف نسخة عنه ، وفيما عدا ما يوحيه عنوانه لا نعرف شيئا عن محتوياته ولا الطريقة التي كتب بها.
وكتب ابن أبي طيء عدة كتب معظمها بحكم المفقود ، وقد ذكر له حاجي خليفة كتابا اسمه «معادن الذهب» في تاريخ حلب ، كما ويرجح أنه كتب سيرة لصلاح الدين الأيوبي ، وأتى بتفاصيل حوله لا نجدها عند سواه ، فقد كان والد هذا المؤرخ من زعماء الشيعة الامامية بحلب ، وقد اضطر إلى مغادرة مدينته أيام نور الدين محمود بسبب السياسة الدينية التي اتبعها ولضغطه الشديد على الشيعة ، ولذلك جاءت أخبار ابن أبي طيء مشايعة لصلاح الدين مضادة لنور الدين ، ومع ذلك هي هامة جدا اعتمدها واستفاد منها كل من ابن العديم وأبو شامة في الروضتين.
هذا وكتب ابن شداد كتاب الأعلاق الخطيرة ، وجل مواده عن حلب نقلها عن ابن العديم ، وابن العديم هو أعظم مؤرخ أنجبته بلاد الشام في تاريخها الاسلامي كان غزير الانتاج موسوعي المعارف ، وهو خير ممثل للحضارة العربية والثقافة الشامية قبيل الاجتياح المغولي المدمر.
وابن العديم هو الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله ... ابن أبي جرادة ، ولد في مدينة حلب في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة للهجرة وعند ما بلغ السابعة من عمره حمل إلى المكتب للدراسة ، وهناك