الملك ستا وعشرين سنة. وملك بعده ابنه بطليموس الاورجاتيس [ولقّب باليونانية بالفاعل فبقي في الملك أربعا وعشرين سنة. وملك بعده بطليموس فليفاطر] ولقّب باليونانية محب أبيه ، وأشمونيت وزوجها وولدها يتولون حلب. وملك بعده «بطليموس محب أمه» (١) وهو ابن أشمونيت وكان ينزل حلب ، وعمّر على صخرتها قلعة ، وحصّنها ، فخرج عليه في آخر أيامه «انطياخوس» ملك الروم ؛ واستنجد عليه فلم يكن لمحب أمه به طاقه ، فخرج عنها مع أمه ، فأسرهما أنطياخوس ، وعذبهما ، واستصفى أموالهما ، وشرع في هدم ما جدّدت أشمونيت من بناء حلب. فقيل له إنّ الذي يفعله ليس من عادة الملوك ، فكفّ عن هدمها ؛ وتوّعد من يسكن بحلب ، فصار الناس إلى غيرها. وعاد إلى أنطاكية فاستحدث بها أبنية لنفسه. فلذلك يزعم قوم أن أنطاكية من بنائه ، وليس الأمر كذلك ؛ وإنما له فيها مثل ما لبطليموس الأريب من التتميم. ويقال : إن أشمونيت وهي حلب تجاوزت عمارتها مارسمه الأريب ، حتى صارت العمارة إلى جميع الجوانب. وقيل : إن أشمونيت نصبت حواليها مائة ألف نصبة من الزيتون ، ومن التين مائة ألف نصبة وغير ذلك من الأشجار الجبلية الشامية. ولم يبق بحلب موضع ينسب إلى أشمونيت غير العين المعروفة بأشمونيت. وماتت أشمونيت وولدها في أسر أنطياخوس تحت العقاب.
__________________
(١) المحب لأمه [١٨٠ ـ ١٤٥ ق. م] وكان في السابعة من عمره ، فتولت الوصاية عليه أمه كليوبترا الأولى ، وبعد وفاتها غزا أنطيوخوس الرابع [١٧٠ ق. م] مصر. الموسوعة العربية الميسرة.