وقيل هو الذي بنى قنسرين ، وأجرى الماء إليها في قناة من عين المباركة ، وقيل : بناها غيره ، وعرف انطياخوس ببطليموس الرابع.
وقيل : إنّ أشمونيت حال محاربتها أنطياخوس أتتها نجدة من مصر ، فهزمته فصار إلى الشرق فمات.
ثم ملك حلب بعد أشمونيت «بطليموس ابيفانيس» (١) وهو قائد العسكر ؛ وفي زمانه اشترت اليهود منه موضع القلعة المعروفة اليوم بقلعة الشريف فتحصّنوا بها ؛ وكانوا يعينون الملك في القتال ويحملون له الأموال.
ثم ملك بعده بطليموس فيلو بطر (٢) ، وهلك انطياخوس في أيامه. ثم ملك بعده جماعة من ملوك اليونان ؛ إلى أن صار الملك إلى القياصرة ملوك الروم ؛ فملك منهم عدة ملوك إلى أن ملك أوغسطس قيصر بن مويوخس ، فاستولى على الدنيا ، وقهر الملوك ، وقصد مصر ليستولي عليها ، فلما بلغ حلب وكان أمره قد عظم ، قال : إنّ بطليموس الأريب لم يرض أن ينزل منزلا لغيره. فسار إلى موضع مدينة قنسرين فأمر القواد أن يأمروا من قبلهم بتحويط منازلهم ، وأخذ كلّ واحد ببناء ما حوّطه ، فبنى قنسرين وسمّاها «مدينة العسكر» (٣). ونقل الأسواق من حلب إليها ، ولم يبق بحلب إلا من لا
__________________
(١) كذا ، وبطليموس أبيفانس هو الرابع [٢٠٣ ـ ١٨٠ ق. م] في أيامه فقدت مصر امبراطوريتها. الموسوعة العربية الميسرة.
(٢) هذا بطليموس الرابع ـ المحب لأبيه ، وسلفت الاشارة إليه.
(٣) تبعد بقايا قنسرين عن حلب ٧ كم ويضم الموقع تلا فيه بقايا مدينة مسورة ، هذا وكان يطلق على المنطقة ما بين العاصي والفرات اسم خالدين Chalcidene وكانت قنسرين Chalcis حاضرة هذه المنطقة .. ١٨٦٦A classical Dictionary ,London