طيلة عدة قرون اسس الابنية الفخمة التي كانت فوقها مما ساعد ، الآثاريين على استكشاف كثير من معالمها وتحديد الشوارع الرئيسة وكثير من القصور ودور السكن وثكنات الجيش ، التي كانت فيها. والتعرف على الأسس الفنية والمعمارية التي قام عليها تخطيط المدينة وعمرانها. اذ كشفت الحفريات والتنقيبات الحديثة من المعلومات عن البناء والزخرفة ما يعطي فكرة جليّة عن جمال الحضارة العربية الاسلامية التي أفاءت على العالم آنذاك ، والتي تمثلت في تلك المدينة الخالدة.
ومع أهمية سامرا عاصمة الدولة العربية في ازهى عصورها ودورها الكبير في بناء الحضارة العربية ، فانها لم تنل ما تستحقه من عناية المؤرخين واهتمامهم. فقد أقام بها عدد من الخلفاء كان لهم اثر مهم في تاريخها ، ووقعت في ايامها احداث جسام تركت آثارها العميقة على مسيرة الدولة العربية. وكان عهدها عهد القمم من اعلام الرجال ممن تفخر بهم في مختلف ميادين العلم والأدب. فقد عاصرها الامام أحمد بن حنبل الشيباني ، واماما الحديث محمد ابن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري ، والمؤرخ الفقيه العالم محمد بن جرير الطبري ، والمؤرخ البلداني أحمد بن أسحاق اليعقوبي. واماما اللغة والنحو المبرد محمد بن يزيد وثعلبه احمد ابن يحيى الشيباني ، وعميد ادباء عصره عمرو بن بحر الجاحظ ، والشاعران العبقريان ابو تمام والبحتري ، وفيلسوف العرب يعقوب بن اسحاق الكندي ، وابرز اطباء عصرهم يوحنا بن ماسويه ويختيشوع بن جبرائيل وحنين بن اسحاق ، وآخرون كثيرون. كما تميز عهد سامرا باحداث خطيرة ، منها ان الدولة العربية بلغت اوج قوتها حينما هدد المعتصم بالله في سنة (٢٢٣ ه) مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد ان اجتاح قواعد الروم وحصونهم وافتتح عمورية أهم مدنهم. كما قضت الدولة العربية في هذا العهد على خطرين تعرضت لهما هما حركة بابك الخرمي وفتنة الزنج.