وفي هذا العهد ايضا ظهرت نتائج تتريك الجيش العربي ، اذ طغى القواد الأتراك وتسلطوا على شؤون الدولة وبخاصة منذ ايام المتوكل على الله حتى ايام المعتمد على الله حينما استطاع اخوه الموفق المهيمن على شؤون الخلافة ان يكبح جماحهم الى حين. وكان ابرز مظاهر تسلط الاتراك استبدادهم بالخلفاء وقد قتلوا اربعة منهم وخلعوا ثلاثة من الخلافة.
ويظهر ان ما أصاب سامرا من اهمال كان سببه الرئيس سرعة خرابها بعد عودة عاصمة الدولة الى مدينة السلام التي استعادت مكانتها في التاريخ العربي الاسلامي. وعسى ان نوفق في تلافي بعض هذا الاهمال بما سنعرضه في الصفحات التالية من تاريخ الدولة العربية في عهد سامراء في مختلف جوانبه. ونرجو ان تكون المواضيع التي تناولنا بحثها وعرضها بشيء من التفصيل كافية لأن تعطي صورة واضحة عن التاريخ المذكور بما يتفق والمركز الذي شغلته مدينة سامرا ما يزيد على نصف قرن كانت فيه حاضرة الخلافة الاسلامية وعاصمة الدولة العربية.
وقد جاء هذا البحث في عشرة أبواب ، يضم كل منها عددا من الفصول يتناسب وطبيعة المواضيع التي يتضمنها الباب وسعتها. فكان الباب الأول خاصا بتأسيس سامرا وعمرانها ، وقد اشتمل على منشأت المعتصم بالله فيها ، وسامرا في عهد المتوكل على الله ، وتأسيسه المدينة المتوكلية «الجعفرية» ، وسامرا بعده ، والعودة الى بغداد وهجر سامرا ، ثم دور السكن في المدينة ، والزخارف التي اشتهرت بها. واشتمل الباب الثاني على دراسة خلفاء سامرا من حيث المبايعة وولاية العهد مع نبذة مختصرة عن سيرة كل منهم لا سيما ما يتعلق منها بالدولة والمجتمع. وخصص الباب الثالث الدراسة مؤسسات الدولة العربية في عهد سامرا فضم دراسة عن الوزارة والكتابة والقضاء. اما الباب الرابع فقد تناول علاقة