على فهمها بمختلف جوانبها ، رغم امتداد زمنها ، وما نشأ عنها من نتائج ، مما يجعلها متكاملة واضحة. ونحسب ان هذا الاسلوب سيعطي من الصور عددا اكثر ومن الشمول والوضوح مجالا اوسع ، مما توفره الطريقة التقليدية في عرض المادة التاريخية ، لا سيما ان هذا الاسلوب يتيح مجالا رحبا للتعرف على مختلف جوانب حياة الدولة العربية برمتها آنذاك. تلك الجوانب التي لا تنال الاهتمام الكافي في الطريقة التقليدية.
وقد راعينا في دراستنا بعض الاسس التي التزمنا بها في مختلف الابواب ، اهمها : ١ ـ الحرص على التأكيد على عروبة عهد سامرا والتطور الحضاري خلاله ، باعتباره امتدادا للدولة العربية التي قامت في المدينة المنورة اثر هجرة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوسلم اليها وامتدت حتى منتصف القرن السابع الهجري. اذا لم تعد كلمة العرب بمعناها الواسع تقتصر على سكان بلاد العرب فقط ، بل انها شملت جميع الامم والشعوب التي حمل العرب اليها الدين الاسلامي ، واتخذت من العربية لغة لها ، وانضوت تحت راية الدولة العربية ، ومن ثم كانت الحضارة التي ازدهرت آنذاك وآتت اكلها في القرن التالي حضارة عربية. ٢ ـ ومما له علاقة بذلك اجتهدنا ان نكشف عن اسباب وضع بعض الأخبار بصيغة معينة ، او تحريفها بشكل او بآخر ، وبخاصة ما يتعلق بمحاولة الحط من شأن العرب وقادتهم. مما كان يدسّه اعداء الأمة العربية في ثنايا الوقائع والاخبار. ٣ ـ والتزمنا جهد الاستطاعة بلغة العصر واسلوبه السائد في عهد سامرا من حيث التعابير والمصطلحات والمحتوى دون ان نتوسع بالاستعانة بالمعارف الحديثة وذلك للحفاظ على التراث اللغوي ، وتقديم صورة صادقة عن العهد المذكور من جهة ، وللتمتع بنكهة ذلك الاسلوب من التعبير المتميز بقدر كبير من الفصاحة والبلاغة. ٤ ـ وقد أرّخنا جميع الاحداث والوقائع بالتاريخ العربي «الهجري» لأنسجام ذلك مع طبيعة الموضوع. على اننا