او ضرير. فعزم المعتصم على النقلة منهم» (١). ويقول ايضا بنفس المعنى «وكان السبب في ذلك ان اهلها كرهوه وتأذوا بجواره حين كثر عبيده من الاتراك وغيرهم من الاعاجم ، لما كانوا يلقونه منهم ومن غلظتهم ، وربما وثبت العامة على بعضهم فقتلوه لصدمهم اياهم في حال ركضهم ، فأحب التنحي بهم والانفراد عن مدينة السلام» (٢).
ويقول الخطيب البغدادي : «ولكثرة عسكر المعتصم وضيق بغداد عنه وتأذى الناس به ، بنى المعتصم سر من رأى وانتقل اليها فسكنها بعسكره» (٣).
ويضيف مسكويه على ما ذكره الطبري «وحكي انه قام الى المعتصم يوما رجل من العامة فقال : يا ابا اسحاق اخرج عن مدينتنا والا حاربناك بما لا تقوم له ، فتقدم باخذ الرجل وحمله اليه ، فلما صار بين يديه ، قال : ويلك بمن تحاربني وما هذا الذي لا قوام لي به؟ قال : نحاربك باصابعنا اذا هدأت العيون بالليل ، يعني الدعاء. فسكت عن الرجل ولم يعرض له ، ثم خرج فبنى سر من رأى» (٤).
وذكر صاحب العيون والحدائق «ان المساكن والطرق ضاقت على الناس ببغداد لكثرة العساكر التي تجمعت مع المعتصم وكثر غلمانه الأتراك» (٥).
وجاء في تذكرة ابن حمدون ما يفيد بان الجند الاتراك اخذوا يتحرشون بالنساء والصبيان مما اغضب الناس عليهم ، اذ يقول :
__________________
(٥) مروج الذهب ٤ / ٥٣.
(٦) التنبيه والاشراف / ٣٠٨ ـ ٣٠٩.
(٧) تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٦.
(٨) تجارب الأمم ٦ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩.
(٩) العيون والحدائق ٣ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.