(٤) وسمعت أبا الحسين محمّد بن عبد الوهّاب التلّ موزنىّ (١) وكان رجلا قد أناف على مائة سنة ثابت العقل صالح الأدب يقول سيّرت من كمخ وهى مدينة للروم صالحة القدر عامرة على بريد الملك الى القسطنطينيّة (٢) مائة وستّة وثمنين بريدا فلمّا عدتّ من القسطنطينيّة حين خروجى عنها عدتّ على انقره وهى مدينة كبيرة خراب الى ملطيه مائة وثمنية وعشرين بريدا ، فكان من كمخ الى صارخه يومان والى مدينة خرشنه يومان ، وسيّرت على مدن لا أعرف أسماءها عامرة الى صاغره وهى على نهر آلس فعبرناه بمركب وسرنا فى المركب بالبحيرة ستّة فراسخ وسرنا يوما آخر على الظهر الى مدينة تعرف بنقموذيه (٣) وركبنا منها فى البحر يومين وصرنا الى مدينة تعرف بخلقذونيه فبتنا بها وسيّرنا فى السحر فركبنا فى الخليج وصبّحنا القسطنطينيّة (٤) والبريد عندهم فرسخ ، قال وكنت أسمع أنّ للملك أربعة حبوس دون دار البلاط التى يحبس بها أسراء الملك فى رساتيق لهم ، فأحدها يعرف بالطرقسيس والآخر بالابسيق والآخر بالبلقلار (٥) والآخر بالنومره ، قال والطرقسيس والابسيق أرفههما لأنّهما لا قيود فيهما والبلقلار والنومره ضيّقان ومن حبس فى دار البلاط فبالنومره ابتداء حبسه ثمّ ينقل وهو حبس ضيّق مؤلم مظلم ، قال وكانوا يسيرون بنا فى كلّ يوم من عشرين بريدا الى خمسة عشر بريدا فصرنا الى القسطنطينيّة فى نحو عشرة أيّام من كمخ ، والذي أعرفه أنا أنّ بين كمخ وملطيه عشر مراحل وبين ملطيه وانقره عشرون مرحلة ومنها الى القسطنطينيّة عشر مراحل فيصير جميع الطريق أربعين مرحلة ، قال وألفيتهم وإنّ الملك يتبعه فى المنزلة اللغثيط وهو الوزير والفرخ من بعده وللفرخ من المنزلة أنّه يلبس
__________________
(١) (التلّ مورنىّ) ـ حط (التدمورىّ) ، (٣) (القسطنطينية) ـ (القسطنيطينة) وكذلك كلّ مرّة فى هذه القطعة ، (٩) (بنقموذيه) ـ (بتقموذية) ، (١١) (القسطنطينيّة) ـ (قسطنطينة) ، (١٣) (بالبلقلار) كذا فى موضعى وجوده فى الأصل وكذلك فى الصورة فلا حاجة الى تصحيحه الى (البقلّار) كما فعله ناشر حط تابعا لحو ،