١٠١١ ه ، وتبعه في ذلك «ابن يوسف» ، أما «ابن عضيب» ، فيجعل بداية تاريخه سنة ١٠٥٩ ه. ويعدّ «ابن لعبون» أشملهم ، إذا بدأ تاريخه منذ هبوط آدم عليهالسلام إلى الأرض ، وأخيرا جعل «ابن غنام» بداية تاريخه سنة ١١٥٧ ه ، وهي سنة بداية قيام الدعوة الإصلاحية.
يغلب على سوابق ابن بشر الاختصار ، والاحتواء ، والتركيز في أكثر ما ينقله من أحداث تاريخية ، وهي تستجيب لما شرطه من أن لا تكون مغرقة في الخصوصية ، فهو يستبعد كثيرا من الأحداث الهامشية التي ترد في «تاريخ المنقور» ، مما يتعلق ببعض أقاليم نجد مثل بلدان سدير وغيرها ، أو تكون متعلقة بالمؤرخ شخصيا. كما تجاوز بعض الأحداث التي يذكرها «ابن يوسف» لأنها في رأيه لا تتفق مع منهج الكتاب ، أو أنها لا تخدم ما يهدف إليه من كتابة هذه السوابق. وكان منهج ابن بشر يقضي بأن يجعل سوابقه تقف عند السنة التي سبقت الحدث الذي عرف باتفاق الدرعية أو ميثاقها ، الذي جرى بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ، رحمهمالله. ولم يتردد ابن بشر في ذكر أن ذلك الاتفاق حصل في سنة ١١٥٧ ه ، متابعا في ذلك ابن غنام في «روضة الأفكار».
أما «ابن لعبون» فقد ذكر عن الاتفاق ما نصه : «وفيها ـ أي الثامنة والخمسون ومائة وألف ـ أو في السابعة ، انتقل الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب من العيينة إلى الدرعية واستوطنها» (١). أما «الفاخري» ، فقد قال : «وفي أولها ـ أي الثامنة والخمسون ـ أو في التاسعة انتقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب من العيينة إلى الدرعية» (٢).
__________________
(١) ابن لعبون ، ص ١٥٧.
(٢) الفاخري ، ص ١٠٦.