«الفاخري» أنه توفي عام ١١٠٨ ه ، والصحيح أن وفاته كانت في سنة ١١١١ م ، وتاريخه يعج بمثل ذلك ، مما نبهنا عليه في حواشي تحقيقنا هذا.
ويؤخذ على ابن بشر أيضا تردده في تحديد تاريخ حدث ما ، وإن كان هذا التردد موجودا في المصدر الذي يأخذ منه ، مثال ذلك قوله في أحداث سنة ١١٠٠ ه : «وفيها ـ أو في التي قبلها ـ تصالح أهل حريملاء وابن معمر» ؛ فهو لم يرجح قولا ، بل تابع من تردد في ذكر ذلك. ولو رجح سنة بعينها لكان أولى ، أو لو أنه أحال إلى منشأ هذا التردد لا تضح لنا أنه ينقل عن المصادر نقل تدقيق وتمحيص.
أما الإجابة عن سؤال ، هل أضاف ابن بشر في هذه السوابق شيئا؟ فينبغي أن تكون حذرة ؛ فإن قلت : إنه لم يضف شيئا ، فما الداعي لمثل هذه السوابق؟ وإن ذهبت إلى أنه أضاف شيئا ، فإن ذلك يصح على تاريخ ابن بشر ، وعلى غيره من التواريخ الإسلامية والعربية المتعددة ؛ لأننا نلاحظ أن كل من عمد إلى كتابة التاريخ على السنوات ، كان لا يبدأ من حيث انتهى الآخرون ، بل يبدأ من حيث بدؤوا ، إلا إذا كان في ذهنه حدث يجعله منطلقا لتاريخه. فمؤرخو الإسلام يجعلون من الرسالة المحمدية مبتدأهم ، ومؤرخو الدول يبدؤون من تاريخ قيام تلك الدول التي يؤرخون لها. أما التواريخ النجدية المتأخرة ، الشاملة ، التي لا تخص منطقة معينة ، فالملاحظ أنه تجعل من سنة ٨٥٠ ه بداية تاريخهم ، كما فعل ذلك «ابن بشر» متابعا بذلك «الفاخري». أما غيرهم فليس هناك تاريخ محدد ينطلقون منه ، ف «المنقور» مثلا ، بدأ تاريخه من أحداث سنة ١٠٤٤ ه ، و «ابن ربيعة» من سنة ٩٤٨ ه ، و «ابن عباد» من سنة