إن المدقق في هذه السوابق ، يجد أن ابن بشر اطلع على أغلب التواريخ النجدية ، التي تغطي المدة الزمنية ، التي سماها سوابق ، وكان ينتقي منها ما يدعم فكرته ، دون الانسياق مع هذا التاريخ أو ذاك ، وتجريده كاملا أو نقله ، شأنه شأن «ابن غنام» ، و «ابن لعبون» ، مع أنه لو فعل ذلك ، لما استطاع أحد أن يلومه ، لأن هذا ، كما أشرنا ، كان منهجا اتبعه من سبقوا ابن بشر من المؤرخين المسلمين الأول. ولكنه لم يفعل ذلك لما ذكرناها آنفا.
ويؤخذ على ابن بشر في هذه السوابق أنه لم يصحح ما وقع في تلك التواريخ من أخطاء ، أو تضارب ، أو اختلاف السنين ، فنجده مثلا ينقل عن «المنقور» في أحداث سنة ١٠٩٤ ه ، أنها السنة التي سافر فيها المنقور إلى الرياض للقراءة على الشيخ ابن ذهلان ، مع أن ابن ربيعة يذكر أن ذلك حدث عام ١٠٩٣ ه ، يقول : «وسنة ألف وثلاث وتسعين ... وهي سنة قراءتي الثانية أنا والمنقور على شيخنا الأجل الفاضل عبد الله بن ذهلان رحمهالله تعالى ...» (١). ومما يؤخذ على ابن بشر أيضا ، نقله دون تمحيص وتدقيق ، وخصوصا في تاريخ الوفيات ، وقد كان حريا به أن يدقق فيما ينقله مباشرة ، أو عن طريق آخرين ، كما حدث في ذكره تاريخ وفاة العصامي ، صاحب التاريخ المسمى «سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي» (٢) ، وهو من مصادره ، فقد نقل عن «ابن لعبون» و
__________________
(١) تاريخ ابن ربيعة ، ص ٦٧.
(٢) العصامي ، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك ، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ، ط ١ ، القاهرة : المكتبة السلفية ، (د. ت).