وقال عنها : «ثم وجدت أيضا ترسيمات السنين لغيره ـ أي غير ابن سلوم ـ أحسن من رسمه ، فلما ظفرت بالسنين ، ومعرفة الوقائع فيها ، استخرت الله سبحانه في وضع هذا المجموع» (١). ثم اعتمد على مصادر شفوية عاصر أصحابها الأحداث ، أو نقلوا عن غيرهم ممن شاهدوها ، يقول : «وأخذت صفة الوقائع وتعيين المواضع من أفواه رجال شاهدوها ، وما لم يدركوه منها فعمن شاهدها نقلوها ، وبذلت جهدي في تحري الصدق ، ولم أكتب إلا ما يقع في ظني أنه الحق ، من قول ثقة يغلب على الظن صدقه ، أو خبر ثقة عن ثقة حققه ، فمن عثر على زيادة أو نقص ، أو تقدم أو تأخر في بعض الأخبار تحققها ، فليعلم أنني لم أتعمد الكذب فيه ، وإنما هو من خطأ من نقله ، والعهدة على ناقليه» (٢).
__________________
ترسيمات ابن لعبون هي التاريخ الذي ألفه في نسب قبيلته آل مدلج ، فقد تضمنت أيضا معلومات وأخبارا مقتضبة ذات علاقة بتاريخ نجد ، ولكن حجم هذه المعلومات لا يتيح لها أن تكون أصلا لكتاب ابن بشر». وهذا الكتاب مطبوع تحت عنوان : تاريخ حمد بن محمد بن لعبون الوائلي النجدي ، نشر في طبعته الأولى عام ١٣٥٧ ه ، والثانية ١٤٠٨ ه. إلا أن المطلع عليه يجد أنه متعلق بالأنساب من آدم عليهالسلام حتى نسب آل مدلج التي هي أسرة المؤلف نفسه. وقد طبع مؤخرا تاريخ ابن لعبون كاملا ضمن خزانة التواريخ النجدية ، وشمل الجزء الأول منه ، ابتدأه من تفصيل نسب آل لعبون ، أي ص ١٢٨ ، وهذا يقابل التاريخ المطبوع تحت العنوان الذي أشرنا إليه من قبل. أما الجديد في هذا التاريخ فهو تأريخه للأحداث من سنة ١٠٦٣ ه ، وهي التي لم يسبق أن نشرت. ويستمر في سرد الأحداث إلى سنة وقعة بقعا في ثامن جمادى الأولى سنة ١٢٥٧ ه. ويبدو أن هذه النسخة هي التي أشار إليها خالد الفرج وسوف تجد أخي القارئ في ثنايا التحقيق المواضع التي نقل عنها ابن بشر من هذا التاريخ الذي عرفه بالترسيمات.
(١) ابن بشر : نسخة (أ) ، ورقة (٥ أ).
(٢) ابن بشر ، نسخة (ب).