إن المطلع على تواريخ أهل نجد يجد أنه أرخت للتاريخ القريب ، الذي يشمل ما بعد القرن العاشر الهجري ، ولا نكاد نظفر بمؤرخ اهتم بما قبل ذلك التاريخ ، إلا أننا وجدنا تاريخا ، يعدّ نادرا في تجاوزه ذلك التاريخ ، ونسعى إلى إخراجه ، سهل الله ذلك (١).
ومما تجدر الإشارة إليه أن المسح الذي أجريته لمصادر ابن بشر ، ساعدني في مقارنة نقوله بأصولها ، وعلى عزو أكثر السوابق إلى المصادر التي نقل عنها ، كما أشرت إلى ما ينقله عبر كتب أخرى ، مثل ما نقله ، عبر ابن لعبون ، عن العصامي ، وأحلت في كل تلك النقول إلى أماكنها في التاريخ المطبوع ، وأكثرها في الجزء الرابع ، ونبهت إلى أن التاريخ الذي يذكر ابن بشر أن أوله ساقط ، هو تاريخ العصامي نفسه ، ولما كان لا ينقل عنه مباشرة فإنه لم يعرفه.
لماذا تحقيق الكتاب من جديد؟
إن ما دعاني إلى إعادة تحقيق هذه السوابق ، هو كثرة التصحيحات التي دوناها على طبعة دارة الملك عبد العزيز في أثناء المراجعة فيها ، ثم بدا لي في سانحة من الوقت أن هناك خللا ما في تلك الطبعة ، وفي أحداث سنة ١٠٨٤ ه على وجه التحديد ، إذ يشير ابن بشر إلى مقتل أمير الدرعية ،
__________________
(١) هذا التاريخ للشيخ عبد الله بن عبد المحسن المغيرة ، عنوانه : تاريخ العرب القديم ، وهو يقع في ٤٢٢ صفحة ، كما أن له تاريخا آخر أشار هو بنفسه إليه في وثيقة بخط يده فيما يبدو ، سماه : تاريخ الفاطميين. والمؤلف ولد عام ١٢٧٤ ه ، وتوفي عام ١٣٥٥ ه ، وقد ترجم له الزركلي وذكر أنه من أهل حوطة بني تميم والصواب أنه من أهل أشيقر.