ويذكر اسمين هما : ناصر بن محمد ، وأحمد بن وطبان ، فعدت إلى مخطوطة المتحف البريطاني لا ستجلاء الأمر ، فوجدت الأمر أكثر التباسا ، لأن النص فيها مختلف كل الاختلاف عما في المطبوع ، فهو يشير إلى أن المقتول هو أمير العيينة (هكذا) ، وأنهما أميران وليس أميرا واحدا ، مما استدعى الرجوع إلى الدراسات التي تناولت سلسلة أمراء الدرعية لتحقيق الأمر ، وخصوصا ذلك البحث القيم الذي قام به مؤخرا فهد الدامغ (١). ونجد قبل هذا ، في أحداث سنة ١٠٣٩ ه ، أن طبعة الدارة نعتت مقرن وربيعة ، اللذين حجا في هذه السنة بصفة أمير على الإفراد ، والصحيح ، كما في النسخ المخطوطة ، أن النص على صيغة التثنية أميرا ، ويصبح النص كالتالي : «وفي سنة تسع وثلاثين وألف حج مقرن وربيعة أميرا الدرعية ، ابنا مرخان بن ربيعة بن إبراهيم».
إن مثل هذا ، ناهيك عما سبقت الإشارة إليه عند الحديث عن وفيات العلماء والأعلام ، وأنها في الغالب مختلفة عما هو صحيح ومعروف ، جعلني أشرع في إعادة التحقيق ، مع علمنا أن هناك من يلوم ، ويقول : ما الفائدة من تحقيق تاريخ ، عرف ، واشتهر؟ وحبذا لو أن الجهد المبذول في إعادة التحقيق ينصرف إلى عمل آخر. وجواب ذلك ، أن كتاب «ابن بشر» من المصادر الأساسية التي يفزع إليها الناس في تاريخ نجد ، ومن الإجحاف
__________________
(١) الدامغ ، فهد : تاريخ منطقة الرياض منذ قيام إمارة الدرعية حتى قيام الدولة السعودية الأولى ، منطقة الرياض ، دراسة تاريخية وجغرافية واجتماعية ، رئيس التحرير : عبد الله بن ناصر الوليعي ، ط ١ ، الرياض ، إمارة منطقة الرياض ، ١٤١٩ ه / ١٩٩٩ م ، ج ٣ ص ٢١.