الباب ، وأرسل إلى شاه العجم ليمكنه منها ، فأبى. فلما رأى أحمد قوته أرسل الخلعة والتأمين لبكر ، وانصرف ، ولم يزل الشاه حتى أعطى بكرا عهودا ومواثيق أن يجعله نائبها ، ففتح له باب بغداد ، فدخل العسكر ، وقتلوا بكرا وأهله وأهل السّنّة أجمع ، وفعلوا أفعالا عظيمة ، وجعل الباشا (١) في بغداد أميرا خانا نائبا له فيه ، فلما علم السلطان بذلك أمر على عظماء وزرائه ومعهم الجنود والعساكر ، فحاصروه ، فلم يحصل لهم فتحها ، ثم مشى إليها السلطان مراد بعد ذلك في سنة ثمان وأربعين وألف ، فقدّر الله فتحها على يديه (٢).
وفي السنة المذكورة ـ وهي سنة اثنين [اثنتين] وثلاثين وألف ـ : توفي عبد الرؤوف المناوي ، شارح «الجامع الصغير» (٣).
وفيها : ـ أي في سنة اثنين [اثنتين] وثلاثين (٤) ـ : توفي الشيخ
__________________
(١) في النسخة ب : الشاه. وهو ما يوافق سمط النجوم ، ج ٢٤ ، ص ٤٠٢.
(٢) ورد في النسخة المخرومة نصا آخر يخالف النسختين (أ ، ب) ، إلا أنه يطابق تماما ما ورد في طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ، ٣٠٨. مما يغني عن نقله هنا خشية الإطالة. وهذا النقل أيضا عن العصامي ، ج ٤ ، ص ٤٠٢.
(٣) الصحيح أن تاريخ وفاته هو ١٠٣١ ه ، ويعرف أيضا بمحمد عبد الرؤوف ، أما مولده فهو في عام ٩٥٢ ه. انظر ترجمته في خلاصة الأثر للمحبي ونقل عنه الزركلي في الأعلام ، ج ٦ ، ص ٢٠٤.
(٤) الصحيح أنه في سنة ١٠٣٣ ه كانت وفاة الشيخ مرعي ، وانظر عن ترجمته ، الغزي : النعت الأكمل ، ص ١٨٩ ؛ وابن حميد ، السحب الوابلة ، ج ٣ ، ص ١١١٨. والمشهور أن وفاته كانت في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة وهو ما حكاه كل من ترجم له ، إلا أن ابن حميد في السحب عقب بقوله : إنه وجد على ظهر أحد كتب المتوفى ، وهو كتاب الغاية ، أنها كانت في ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقيت من ذي القعدة سنة ١٠٣٢ ه. ـ ـ ويلاحظ هنا ثمة اختلاف بين هاتين النسختين (أ ، ب) ، والنسخة المخرومة. إذ ورد فيها أن وفاته كانت في سنة ١٠٣٣ ه وهو الصحيح ، كما ورد نص آخر مختلف عمّا هو موجود هنا. ومطابق لطبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ـ ٣١١.