العالم مرعي بن يوسف الحنبلي ، وكانت له اليد الطولى في معرفة الفقه وغيره ، صنف «الغاية» ـ الكتاب المشهور في الفقه ـ ؛ جمع فيه بين «المنتهى» و «الإقناع». وصنف أيضا «دليل الطالب» و «بهجة الناظرين في العالم العلوي والسفلي» ، و «صفة الجنة والنار» ، و «نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين» ، وكتاب «العقيان في فضائل سلاطين بني عثمان» ، و «تشويق الأنام إلى حج بيت الله الحرام». وله أيضا رسائل وفتاوى يتداولها الناس ، وانتفعوا بها ، ووقع بينه وبين العالم إبراهيم الميموني المصري ما هو كثير يقع بين العلماء المتعاصرين من الشحناء ، وتنازعا في وظائف بمصر ، وكانت الغلبة للميموني ، وألّف مرعي في شأن ذلك رسالة سماها : «النادرة الغريبة» ، مضمونها الشكوى من الميموني ، والحط عليه. وله ديوان شعر تركت الإيراد منه خشية الإطالة. أخذ الفقه عن الشيخ العلامة منصور البهوتي صاحب الشروح والتصانيف ، ولم أقف على ذكر من أخذ عنه مرعي ، وذكر لي أنه صنف «الدليل» وعرضه على منصور (١). وتوفي قبل الشيخ منصور بعشرين سنة.
__________________
(١) ذكر الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رحمهالله تعليقا على هذا في كتاب «إرواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل» للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمهالله ، في ص ٢٠ ، أن الذي عرض مرعي عليه كتابه «دليل الطالب» ، هو الشيخ عبد الرحمن البهوتي وليس منصورا ، وذلك لأن متن الدليل ألف قبل ولادة الشيخ منصور بسنة أي عام ٩٩٩ ه ، أما ولادة الشيخ منصور فكانت عام ١٠٠٠ ه. وهذا الخطأ لم يستدركه من حقق كتاب عنوان المجد ، انظر طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٠٨. وقد نبهني لهذا الأخ صلاح الزامل فله جزيل الشكر.