أما ابن بشر في «عنوان المجد ...» ، فقد قصد بها السنوات التي سبقت ظهور الدعوة الإصلاحية ، ونهج نهجين في وضع هذه السوابق ، الأول : هو الذي اشتهر عنه ، كما نجد ذلك في مقدمة طبعة دارة الملك عبد العزيز ، التي زعم ناشرها أنه اعتمد على نسخة المتحف البريطاني (١) ، وقد أشار إلى ذلك في قوله : «فأردت أن أدخل السنين السابقة بين سني هذا الكتاب ، منتشرة فيه ، متتابعة كل سنة سابقة تحت كل سنة لا حقة ، والعلامة عليها قولي : سابقة» (٢). ولما أتيح له فرصة تبييض الكتاب ، غيّر في منهجه تجاه السوابق التاريخية نزولا عند رغبة بعض من اطلع على الكتاب ، يقول ابن بشر : «ثم إني لما أردت نسخ هذا الكتاب ، سألني بعض الإخوان ، قال : إن طلب السوابق على هذه الحال عسير ، ويقع إشكال كثير ، فوضعت السنين كلها متوالية» (٣).
وقد ذكر الخويطر أن تعدد السوابق عند ابن بشر له ما يسوغه ، وأرجع ذلك إلى سببين هما : المقارنة ، والعظة والاعتبار ؛ فمن نماذج المقارنة ، ذكره سابقة عام ١١٠٩ ه ، التي يذكر فيها الشريف سرور (ت ١٢٠٢ ه) وغزوه نجد ، بعد ذكره أحداث عام ١٢١٥ ه ، الذي حج فيه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود (ت ١١٧٩ ه) ، واجتماعه بالشريف غالب ، وبذله الصدقات ، وذلك بغرض المقارنة بين الحدثين. ومن نماذج العظة والاعتبار المقارنة التي أجراها بين أحداث عامي ١٢٢٦ ه ، و ١١٢٠ ه ، وقوله عن
__________________
(١) أشرنا إليها في عملنا هذا برمز (أ). أما النسخة التي اعتمدت عليها طبعة الدارة حقيقة فهي النسخة المخرومة.
(٢) نسخة (أ) : ورقة (٥ أ).
(٣) نسخة (ب) : ورقة (٤ أ).