١٣٧ ـ قال : أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد ، قال : لما كان زمن ورد معاوية الكوفة واجتمع الناس عليه وبايعه الحسن بن علي ، قال : قال أصحاب معاوية لمعاوية ـ عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وأمثالهما من أصحابه ـ : إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانه حديث السن عيي! فمره فليخطب ، فإنه سيعيا في الخطبة فيسقط من أنفس الناس! فأبى عليهم فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام الحسن بن علي [على] المنبر دون معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لو ابتغيتم بين جابلق وجابلص رجلاً جده نبي غير [ي] وغير أخي لم تجدوه ، وإنّا قد أعطينا بيعتنا معاوية ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما أهراقها ، والله ما أدري « لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين » وأشار بيده إلى معاوية.
قال : فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عييّة فاحشة ثم نزل ، وقال له : ما أردت بقولك : « فتنة لكم ومتاع إلى حين »؟! قال : أردت بها ما أراد الله
ـــــــــــــــ
الرواية رواها الطبراني في المعجم الكبير ٢٠|٧١ رقم ٢٦٩٩ بأوجز مما هنا ، وعنه في مجمع الزوائد ٩|١٧٧
وروى البلاذري في أنساب الاشراف القسم الرابع ، الجزء الأول ، تحقيق احسان عباس ص ١٢٩.
حدثنا خلف ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن سعيد بن جمهان ، عن سفينة ـ مولى ام سلمة ـ : ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان جالساً فمر أبو سفيان على بعير ، ومعاوية وأخ له ، أحدهما يقود البعيروالاخر يسوقه ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق.
وانظر : المعجم الكبير٣|٧١ ، ومجمع الزوائد ٧|٢٤٢ و ٩ | ١٧٨ ، وتأريخ دمشق لابن عساكر ترجمة سعيد بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية وأبي هريرة.
وأما لعن رسول الله صلىاللهعليهوآله رعلا وذكوان فقد روى الحفاظ وأئمة الحديث والتأريخ في كتبهم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقنت شهراً في صلاة الصبح يلعن رعلاً وذكوان ويدعو عليهم ؛ راجع صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ، فقد روى عدة أحاديث في ذلك.
وفي الفائق ٣|٢٢٧ ـ في قنت ـ بعد ذكر الحديث : رعل وذكوان : قبيلتان من قبائل سليم بن منصور بن عكرمة بن خصنة بن قيس عيلان.
ومنهم عمرو بن سفيان أبو الاعور السلمي ، ولذلك أخرج ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته من تأريخه بأربع طرق.
وقد حذف ابن سعد مقالة المنافقين فلم يذكرها ، وقد رواها الزبير بن بكار بطولها في كتاب « المنافرات والمفاخرات » ، وعنه نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٦|٢٨٥ ـ ٢٩٤ ، فراجع.