ذلك ، وكان سجنه سببا لزوال ملك الناصر ، وقتل أخيه الحسن بن يحيى الهادي) ا ه.
وفي سنة ٣١٦ أثناء إقامته بصعدة اثناء ما وقع بينه وبين شعرائها ألف «شرح الدامغة» (١) ويظهر أن ابنه كان في منأى عما جرى على أبيه هذه الأيام من الأذى ، ولهذا نسب اليه ذلك الشرح ، وهي نسبة غير صحيحة ، وقد تكون متأخرة عن هذا العهد ، إذ عمر الهمداني سنة ٣١٦ لم يتجاوز ٣٧ وليس من المعقول أن يبلغ ابنه محمدا من العمر ما يؤهله لتأليف مثل ذلك الكتاب ، مع أن الهمداني لم يذكر محمدا في كلامه على أسرته في «الاكليل» (٢) مع أنه ذكر ابنه مالكا ، وقد يكون اسم محمد سقط من أصل المطبوعة ، فالهمداني يلقب نفسه بأبي محمد في مواضع كثيرة من كتبه ، مما يدل على أنه أكبر ابنائه.
لا شك ان «الدامغة» هي التي فتحت على الهمداني أبواب الطعن وسبل الاتهام ولهذا وصفه الزيديون بأنه كان سبّابا لأهل البيت ، وطعنوا في خلقه ، ورموه بالكذب ، كما في «طبقات الزيدية» (٣) : (أكثر تصانيفه لا يخليها من التعصب لقحطان على عدنان حتى خرج الى الكذب ، وكان مشهورا بالكذب في الأنساب مع معرفته بها .. ومن كذبه أنه ذكر في بعض مصنفاته في فضائل قحطان ، إنكاره دخول الحبشة اليمن وصنعاء ، وقال : العرب أرفع شأنا وأقوى مكانا من ان يدخلهم الحبشة ، وإنما دخلوا من ساحل جدة الى مكة) ا ه ، ومؤلف «الطبقات» هذه يحيى ابن الحسين من علماء الزيدية ، ومعروف ما يكون بين أصحاب المذاهب والنحل من الاختلاف الذي تنعدم معه معايير الحق والانصاف.
وقد أشار الهمداني في المقالة العاشرة من «سرائر الحكمة» الى سجنه إشارات ملخصها : أنه غضب عليه الملوك يوم الاثنين ٢٤ شوال سنة ٣١٩ ه وأدخل السجن ، وأجريت الايمان والعهود بالله أن لا يخرج إلا على لوحه ميتا ، ثم فسح له في ابتناء مسكن يتسع فيه ، وسمح له بزيارة الاخوان وقضاء الحوائج في سبعة أشهر و ٢٤
__________________
(١) ١٠ / ١٩٨.
(٢) انظر الورقة ١٦٨ منها.
(٣) مخطوطة دار الكتب المصرية ٢٨ و ٦١.