من مراجعة الكتاب وإعداده للطبع حدث ما أدمى الفؤاد وأخرس الألسنة فقد قتل القاضي عبد الله الحجري أمام الفندق الذي كان ينزل فيه في لندن وتوقف التفكير في طبع الكتاب ، وبعد مدة من هذا الحادث الجلل استعاد الولد محمد بن محمد الحجري هذا الكتاب الأصل والمنسوخ عنه من أولاد عمه عبد الله ثم طلبته منه لطبعه فأحضره وقمت بمراجعة النسخة المعدة للطبع منها فأصلحت وصححت وعلقت على ما ظهر لي أنه محتاج إلى تعليق مع أنه يحتاج إلى أكثر من ذلك وأيضا يحتاج إلى ضبط الأسماء بالشكل وبالحروف. كما تبين أن القاضي محمد لم يستقص ذكر البلدان ولا استوفى ذكر الاعلام والقبائل ؛ ومحاولة استكمال هذا النقص قد يؤجل طبع الكتاب فترة طويلة ولا ندري ما قد يحدث خلال ذلك من المعوقات؟ فاكتفيت بما هو عليه الكتاب ليظهر ، وإذا بارك الله في العمر ووجدت سعة من الوقت فربما أراجعه مرة أخرى لاستوفي النقص من ضبط للأعلام والبلدان واستدراك ما غفل عنه المؤلف والتعريف بالأمكنة التي يذكرها ولم يحدد مكانها ؛ فالكتاب جدير بالاهتمام والعناية به ، ولم لم يكن فيه إلّا ذكره لأنساب القبائل اليمانية وذكر بطونها وعشائرها وأفخادها قديمها وحديثها وذكر من ينتسب إلى تلك القبائل من العلماء والفضلاء والزعماء والقادة لكفى ، ناهيك بما شمله من أدب ووصف جغرافي للبلدان والجبال والأودية.
توفي المؤلف يوم الأربعاء ٢٦ صفر سنة ١٣٨٠ ه الموافق ١٧ آب (أغسطس) سنة ١٩٦٠ وهو مسافر إلى الصين ضمن وفد (١) أرسله الإمام أحمد إلى الصين وذلك حينما هوت الطائرة الروسية بركابها وتحطمت وهي في طريقها من القاهرة إلى موسكو.
وأما أخوه القاضي عبد الله بن أحمد الحجري فقد كان عالما له مشاركة في الفقه والنحو وغير ذلك.
مولده في الذاري يوم الخميس ٤ محرم سنة ١٣٣٦ ه وتوفي والده وهو ابن ست سنوات فتولى أمر تهذيبه وتربيته وتعليمه أخواه محمد وعلي ، ولما انتقل محمد من الحديدة إلى صنعاء سنة ١٣٥٣ التحق به ، وتولى أمر الإشراف عليه والعناية به فدرس في المدرسة العلمية بصنعاء وفي بعض مساجد صنعاء ثم تقلد بعض الأعمال الحكومية في أيام الإمام يحيى ، وعينه الإمام أحمد وزيرا للمواصلات ، وفي العهد الجمهوري عينه القاضي عبد
__________________
(١) هم القاضي محمد عبد الله العمري ، والشيخ أحمد حسين الوجيه والدكتور عبد الرؤوف عبد الرحمن رافع رحمهمالله جميعا.