وحرمهم وأموالهم لا مسلك لها غير باب واحد والأراس : حصن بينها وبين بيت فايش وهو حصن واسع فيه من القرى قرية بيت ريب وهي قرية السوق التي بها التجار وقرية الجوس وميدان وبيت زود وبيت البوري وسمع وبيت فايش والمضمار هذه كلها قرى وله من الأبواب التي لا تدخل إلا بإذن باب السروح وهو باب صنعاء وبلد همدان وباب البرار لبلد قدم ونمل وشرس وباب المكاحل لعيان والمخلفة وبلد حور والشرف وبلد حكم ومكة ، وباب أدام لطمام وبلد عك وملحان والمهجم والكدراء وزبيد وعدن وباب العشّة ليس محجة وباب عبقان ليس محجة وباب العدن ، وتغلق هذه الأبواب على هذه الحصون وهذه القرى ، وعلى ضياع تؤدي خمسة آلاف ذهب برا وشعيرا تكون سبعة آلاف وخمسمائة قفيز ومن البرك بركة سمع وبركة ميدان وبركة حالة وبركة السوق وبركة بيت فايش وعلى غيل عين بياضة وعين العشّة وعين بيت الهتل وعين الوعرين وتغلق على ميدانه وأنوباته ومجزرته ومساجده ومراعيه وأغنامه وبقره وخيله ما خلا الإبل فإنها لا تطلعه ، وهو مع ذلك كثير السباع في رأسه ولا مؤذ به من هوام الأرض لم ير فيه ثعبان ولا أفعى ولا عقرب ولا ضفرة ولا قعص ولا بعوض ولا بنات وردان وهي الضوامير ولا خنفساء ولا كتان وهو البق ، وقد يدخله البق في أمتعة المسافرين اليه فيمتن إذا صرن فيه وهو قليل الذباب والعنكبوت كثير الغراب والحدأة. فأما جوه وهواه فمعتدل في الشتاء خاصة لأنه يكون في الشتاء صاحيا والذي عنيت في الشتاء هو فصل الخريف عند الحسّاب وهو عصر الميزان والعقرب والقوس وقد ربما شابهه فيه عصر الجدي والدلو والحوت وأكثر ذلك يعظم فيه نوء الثريا وهو عصر الجدي ونصف الدلو ونوء الصواب في الحوت وعصر الحمل والثور والجوزاء ، وهو الربيع عند الحسّاب فيه صرير من كثر المطر والبرد والهجاء فإذا اتصل الثريا بالصواب بالربيع كادت أن لا ترى عليه الشمس مدة الضباب الذي يتعصب به فتفقدها الكلاب فإذا أتى عصر الصحو وظهرت الشمس نبحتها الكلاب والخريف وهو عند الحسّاب الصيف وهو عصر السرطان والأسد والسنبلة به كثير الأمطار ، والصواعق فيه كثيرة وقد تحدث فيه وتختطف من أهله.