سنة ٨٨٥ ه ، وعز الدين عبد العزيز بن فهد المتوفى سنة ٩٢٢ ه ، وجار الله بن فهد المتوفى سنة ٩٥٤ ه ، وغيرهم.
والدارس لكتابات الفاسى يلحظ أنه شكل بكتاباته مدرسة تاريخية مستقلة عن غيرها من مدارس الشام ومصر ، كما يلحظ أنه أدرك أهمية الأخبار المستقاة من المصادر الرئيسية ثم تتبع حوادث مكة وكتب عنها حسب مشاهداته وإحساساته وما يصله من معلومات.
ويعدّ هذا الصنيع من الملامح المميزة لمدرسة التاريخ فى مكة وقتئذ ، حيث اتصفت كتابة التاريخ منذ عصر الفاسى بجمع وتلخيص ما أنجزه المؤرخون السابقون ، ثم كتابة ما تلا ذلك من الأحداث التاريخية.
والكتاب الذى نقدم له اليوم من الكتابات التى اتسمت بتلخيص ما أنجزه المؤرخون السابقون ، فهو خلاصة لكتاب أخبار مكة ولما جاء فيها من الآثار ، لأبى الوليد الأزرقى (ت نحو ٢٥٠ ه).
وكتاب آخر ، هو : جامع الأصول فى أحاديث الرسول لمجد الدين ابن الأثير الجزرى (ت ٦٠٦ ه).
وقد تناول العاقولى فى كتابه : أحوال البيت الحرام والمشاعر العظام ومدينة الرسولصلىاللهعليهوسلم.
وكتاب العاقولى سبق أن طبع عن مكتبة مدبولى بالقاهرة سنة ١٩٨٩ م ، وهى طبعة رديئة سقيمة أساءت إساءة بالغة إلى الكتاب ومؤلفه.
وما أسهل على من له إلمام بمعرفة هذا الفن أن يسود عشرات الصفحات فى إحصاء الأخطاء البيّنة الواضحة ، وتعليقاتنا على الكتاب شاهد صدق على صحة ذلك.
وثمة أخطاء فاحشة غير الأخطاء الوارد بمتن الكتاب ، وهى الأخطاء التى لحقت بالتعريف ببعض الأعلام فى الحواشى ، وقد بلغت بعض هذه الأخطاء من القبح ما يندى له الجبين ، وسوف أشير فقط إلى واحد منها ليكون القراء والدارسون على بيّنة من بقيتها.