ينمو في أحراج بسكنتا المترامية الأطراف جميع أنواع الشجر البريّ اللبنانيّ الجبليّ باستثناء شجر الأرز الذي كان يغطّي جبالها قبل أن تقضي عليه فؤوس الفينيقيّين ومن خلفهم. أمّا ينابيعها فأكثر من أن تعد في هذه المجال ، على أنّ أشهرها وأغزرها ينابيع صنّين وباكيش ونهر بسكنتا. أمّا زراعاتها فتتنوّع بين مختلف المثمرات من تفّاح وإجّاص وخوخ وكرز وكرمة وجوز وصنوبر وبعض الزيتون والتين ، وبين مختلف أنواع الخضار والحبوب.
وفي وصف موجز وضعه الأديب سليمان كتاني ، إبن بسكنتا ، لبلدته جاء : تنبسط بسكنتا في إمكانية خصبة وجميلة ، صنّين مفرقها الأصهب ، وقناة" باكيش" خاصرتها التي تحنو على الكلوة من أراضيها ، ووادي الجماجم يغسل قدميها ليقبّلهما بحنان المجدلية على قدمي يسوع ، وما بين صنّين وقناة باكيش ووادي الجماجم ، يتربّع التاريخ ليبقى نابضا في قلب البلدة الآمنة الهادئة التي تعبّ من أنفاس العبير المنتشر من لهاث البساتين ، بساتين التفاح والكرز والكروم. أمّا مساحتها المترامية ففيها الجبل ، وفيها الوادي ، وفيها الأرض الجميلة الخصبة التي تنوء بالأثمار والخضار. بسكنتا المدينة الصغيرة ، بسكنتا المناخ والأرض والخصب والهبة والطاقة المميّزة والفريدة ، بسكنتا الحلم الجميل الذي يدغدغ المخيّلة ، تخلق المهج لتخسرهم موزّعين على الرياح الأربع في هجرة أليمة مستديمة. بسكنتا الوطن الحبيب والشأن الخطير ، تهجع بين أحضان هذه الجمالات ، كما تهجع اللؤلؤة اليتيمة في ... قعر اليمّ.
بسكنتا هذه تتّصل أراضيها بقضاء زحلة عند المقلب الشرقيّ لصنّين ، ويشكّل نهرها حدود أعالي قضاء المتن مع جرد كسروان ، ويسكن على ضفّة