البرج العربي المملوكي : برج كبير مربّع الشكل ، مبنيّ على طرف هيكل باخوس من الناحية الشرقيّة ، فيشكّل بالتالي جزءا من السور العربي المحيط بالمعابر في قلعة بعلبك. حجارته كبيرة ، تخترق واجهاته البسيطة فتحات صغيرة تسمّى مرامي السهام. بني هذا البرج في حوالى ١٢٧٣ في عهد السلطان قلاوون الذي جدّد مساجد بعلبك ، ومن ضمنها الجامع المعروف بالجامع الأموي الكبير. وتطلق على هذه البرج تسميات عدّة منها ، البرج العربي ، وبرج السعادة ، وبرج السبع غرف ؛ يتألّف البرج من ثلاث طبقات ، ويصعد إليه عبر درج عال جدّد بناؤه ، ولم يبق من تحصيناته سوى أنقاض من حجارة كبيرة الحجم. المدخل الرئيسي للبرج عبر واجهة من الطراز العربي المقرنص المملوكي ، مبنيّة بالحجر المنحوت المالس ، ارتفاع ستّة امتار ، ووراءه باب صغير يصل إلى الطبقة الأرضيّة التي تتّصل بالطبقة الأولى عبر درج ينتهي بفسحة بنيت على جوانبها غرف بينها قناطر فيها مرام للسهام ، ما عدا واحدة إلى يمين المدخل ، وهي صغيرة لها قبّة جميلة يدعوها الأهالي" حبس الدم". أمّا الطبقة الأولى فهي كناية عن صالة كبيرة تقوم على عقد على شكل صليب تتوسّطه قبّة سماويّة مقرنصة ، وتحوطه من كلّ جانب قنطرتان تتميّزان ببساطة تصميمهما ، وتتوسّط كلّ قنطرة فتحة صغيرة هي مرمى للسهام. وفي الساحة الداخليّة بركة نصفيّة مثمّنة على شكل مقرنص تعكس جماليّة القبّة السماويّة وزخرفتها وتخلق نقطة اهتمام ضمن هذه المساحة. هذا البرج تمّ ترميمه لتحويله متحفا أثريّا دائما يحتوي على القطع النادرة ، وعلى مركز معلوماتيّ لإبراز أهميّة بعلبك الأثريّة. وبدعوة مشتركة من وزارة الثقّافة والتّعليم العالي ، والمديريّة العامّة للآثار ، والسفارة الألمانيّة في بيروت ، والمعهد الألماني للآثار ، تمّ افتتاح" متحف بعلبك الدائم" في تشرين الثاني ١٩٩٨ بمناسبة الذكرى المئويّة الأولى للحفريّات الألمانيّة في