(لحد خاطر ، آل السعد في تاريخ لبنان ، مطبعة الرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة). ويذكر الحتّوني في" المقاطعة الكسروانيّة" أنّه كان لهنديّة شقيق مترهّب في الرهبانيّة اليسوعية ، قد عارض مشروعها بشدّة ، إلّا أنّه تركها في النهاية وشأنها.
ما أن تسلّمت الراهبة هنديّة الدير حتّى بدأت في إنشاء مبنى جديد لدير سيدة بكركي" على أسلم بناء وأجمل أسلوب ، ثمّ جمعت إليه الشابّات واعتنت بتثقيفهن وإدخالهنّ في رهبانيّتها ، ولم يلبث مشروعها أن ازدهر ازدهارا عجيبا بتوافر عدد المنتميات والمنتمين إليه ، وصار لها ذكر قداسة فائقة في كلّ مكان". وأخذت النذور تتدفّق على دير سيدة بكركي ، حتّى أضحى من" أغنى الأديرة وأبعدها شهرة" ، وما لبثت هنديّة أن ضمّت إليه ثلاثة أديرة أخرى هي دير سيدة البزاز ودير مار جرجس ساحل علما ودير مار يوسف الحصن. وأصبحت بكركي في عهد رهبانيّة هنديّة مركزا ممتازا للنقل والترجمة والتأليف ، وقد اعتبر بحاثون ذلك المركز" امتدادا لحركة النقل التي شهدتها حلب في القرن الثامن عشر. وأهمّ ما نقل في ديرها إلى الفكر العربي : التصوّف ، اللاهوت ، القانون ، الكتاب المقدس والفلسفة ، وقد تطعّم هذا التراث في بكركي بروح شرقية لبنانية".
عند ما برزت أعمال هندية الناشطة واحتلت تلك المرتبة الرفيعة ونالت شهرتها الواسعة" ظهر لها أعداء أقوياء على رأسهم بعض المرسلين الأجانب ، فتصدى للوقوف في وجههم الإكليروس المارونيّ ، وعلى رأس رجاله بطريرك الطائفة سمعان عوّاد (١٧٤٣ ـ ١٧٥٦) ورفع الخصوم الشكاوي ضد هنديّة الى روما التي وجّهت سنة ١٧٥٣ الأب ديسيدور من كازا باشانا قاصدا رسوليّا ليحقق في أمر الراهبة عن كثب ، فقام ذلك القاصد