بمهمّته ، وقدّم إلى الكرسي الرسولي تقريره الذي جاء فيه : " إني حضرت الى دير سيدة بكركي وفحصت عن أعمال ومعتقد وسيرة راهباته وباقي جمهوره المنتمين إلى قانون قلب يسوع ، فكنت أخالني ألقي شبكتي على نهر يتدفق بالفضائل ، فإذا بها ألقيت على بحر يموج بالأعمال الصالحة ولوائح القداسة".
توفّي البطريرك سمعان عواد سنة ١٧٥٦ ، فخلفه في اعتلاء السدّة البطريركيّة طوبيّا الخازن الذي اشتهر بدرايته ودماثة خلقه ووداعته ، فمرّت السنوات العشر التي استمرّ فيها بطريركا يحسّن فيها علاقة الكرسي البطريركي مع جميع الأطراف ، ولم تحرّك ضدّ الأم هنديّة في تلك المدّة أيّة اعتداءات. وفي ٩ حزيران ١٧٦٦ توفي البطريرك الخازنيّ ، فانتخب خلفا له المطران يوسف اسطفان الغسطاوي تلميذ روما ورئيس أساقفة أبرشيّة بيروت ، وكان ذلك البطريرك" صلب العود صعب المراس عنيدا لا يهادن في الحق ولا يداور ولا يعرف مرونة أو لينا ... وعلى ذلك اختلف مع فريق من أساقفته بسبب ما اتّخذه من ذرائع جديدة للإصلاح في أبرشياتهم ، فألّفوا" حزبا" ضدّه ضمّ فريقا من مختلف الطبقات. وإذ رأوه يعطف على هنديّة لما بلغه من ثناء عليها وبقصد خير الطائفة التي أصابها تقدّما على يد تلك الراهبة النشيطة ، انضمّ" الحزب" المناهض للبطريرك إلى الخصوم السابقين للراهبة هنديّة ، وجعلوا يناصبون البطريرك العداء ويرمونه بكل افتراء ، فأنزل بهم التأديبات الكنسيّة دون هوادة ، فاحتدم النزاع حتى أجمع خصوم البطريرك على تنظيم عرائض ضدّه شحنوها بشتّى الإتّهامات ، منها ما يتعلق بموالاته لهندية في ارتكابها بعض منكرات كانت تذيعها بعض الألسن الخبيثة عن أديار الراهبة وأتباعها من إكليريكيّن وعلمانيّين ، ورفعوا العرائض إلى