الكرسي الرسولي وإلى الأمير يوسف شهاب" ، حتى اضطرت روما إلى إرسال قاصد آخر سنة ١٧٧٨ للفحص والتدقيق من جديد. وبعد التمحيص ، وجد القاصد الرسولي في كتاب اللاهوت النظري المؤلف من الأمّ هنديّة" ما يدلّ على وجوب الشبهة التي اتّهمت بها لأنّه وجد في جملة عبارات الكتاب ما مضمونه : أنّ الإنسان المسيحي الكاثوليكيّ إذا اقتبل سرّ القربان المقدّس وحصل على النعمة المبرّرة فإنه يتّحد باللاهوت إتحاد لاهوت المسيح مع ناسوته سندا على قول بولس الرسول في رسالته إلى أهل قورنثيه ـ إنّ من التصق بربّنا فيكون معه روحا واحدا ـ. فمن هذه العبارة ، كانت الشبهة بعدم سلامة إيمان الراهبة. وقد شارك في معاداة البطريرك والراهبة الأمير يوسف شهاب الذي كان يطمع بثروة الدير" ، على حدّ قول الحتّوني. فأتى حكم الكرسي الرسولي ببطلان رهبانيّة هنديّة التي نفيت وماتت في العذاب والشقاء دون أن تكون قد ارتكبت في حياتها أي ذنب ، وضاعت أعمالها الجبّارة هدرا في مهبّ رياح الغايات والأحقاد والمصالح السياسيّة والفرديّة. وممّا يجدر ذكره في هذا المجال ، على حدّ ما ذكره لحد خاطر ، أنّ فريقا من أعداء البطريرك والراهبة قد قابل القاصد الرسولي وهو في طريقه إلى دير مار أنطونيوس حريصا الذي نزل فيه ، وحشوا رأسه بشتّى التهم ضد البطريرك ورهبانيّة هنديّة ، ما جعل القاصد يميل سلفا إلى مماشاتهم في تأييد ما نسبوه إلى البطريك من شكايات وافتراءات.
وسرعان ما تذرّع الخصوم بتقرير القاصد الرسولي ، فاستحصلوا مجدّدا من روما على أوامر بالتحقيق مع الراهبات ، وقد روى صاحب بصائر الزمان أنّ من تولّوا التحقيق" توسّلوا في تحقيقاتهم مع الراهبات جميع طرق التعذيب والتهديد حتّى قوّلوهن جميع ما أرادوا أن يؤيّدوه ، ممّا كان بعضه مغايرا للحقيقة والواقع".